ينظر كثير من الناس الى المصلي الذي لا يؤمن مع الامام في الدعاء بعد الصلاة وكأنه قد اقترف اثما مبينا وما درى هؤلاء المنكرون انه ليس من السنة الدعاء الجماعي بعد الصلاة بل السنة ان يدعو كل احد منهم منفردا ان شاء وهذه اقوال بعض اعلام الائمة في هذا الشأن انقلها لكم لتعميم الفائدة
* قال أبن أبى زيد القيروانى المالكي الملقب بمالك الصغير فى الرسالة :
(وإذا سلم الإمام فلا يثبت بعد سلامه إلا أن يكون فى محله فذلك واقع )
ونقل أبن ناجى المالكي فى شرح الرسالة عن القرافي أنه قال :
(كره مالك وجماعة من العلماء لأئمة المساجد والجماعات الدعاء عقب الصلوات المكتوبة جهراً للحاضرين . فيجتمع لهذا الإمام التقديم وشرف كونه ينصب نفسه واسطة بين الله تعالى وبين عباده فى تحصيل مصالحهم على يديه بالدعاء , فيوشك أن يعظم نفسه ويفسد قلبه ويعصى ربه فى هذه الحالة أكثر مما يطيعه ).
* وقال الونشريسى المالكي فى المعيار المعرب :
سئل الشيخ حافظ أبو العباس أحمد بن قاسم القباب من أئمة فاس عن حكم الدعاء إثر الصلاة ..؟
فأجاب رحمه الله مانصه : الحمد لله ,,الجواب وب الله تعالى التوفيق أن الذى عند أهل العلم فى ذلك من أن ذلك بدعة قبيحة ... وقد عد الفقهاء قيام الإمام من موضعه ساعة يسلم من فضائل الصلاة ... ولو كان هذا حسناً لفعله النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه .. ولم ينقل ذلك من العلماء مع تواطئهم على نقل جميع أموره حتى هل كان ينصرف من الصلاة على اليمين أوعلى اليسار ) باختصار من فتوى مشهورة له فى النهى عن ذلك ...
* وسئل الإمام الشاطبى المالكي كما فى فتاواه .. عن دعاء الإمام للجماعة فى أدبار الصلوات ,, هل فى السنة مايعضده أو ماينافيه.
فأجاب رحمه الله تعالى :- دعاء الإمام للجماعة فى أدبار الصلوات ليس فى السنة ما يعضده ., بل فيها ما ينافيه , فإن الذى يجب الأقتداء به ( سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم . ,) والذى ثبت عنده بعد الصلوات إما ذكر مجرد لادعاء فيه كقوله ( اللهم لامانع لما أعطيت ) وأشباه ذلك , وإما دعاء يخص به نفسه كقوله ( اللهم اغفرلى ماقدمت وماأخرت )
وأشباهه , ولم يثبت عنه أنه دعاء للجماعة .ومازال كذلك مدة عمره , ثم الخلفاء الراشدون بعده , ثم السلف الصالح إلى أن نص العلماء على أن الإمام إذا سلم أنصرف ولايقعد فى موضع إمامته , أفبعد هذا إشكال لمن وفق والهم رشده... ؟)
* وقال أبن الحاج المالكي فى المدخل :
( ثم ينوى الدعاء بعد الصلاة أيضاً ,, لأنه من السنة أعنى دعاءكل إنسان فى سره ولإخوانه دون جهر اللهم إلا أن يكون أماماً ويريد أن يعلم المأمومين على ماقاله الشافعى رحمه ا لله فإذا رأى أنهم قد تعلموا سكت الإمام فى مصلاه بعد التسليم ) : ( وأما مكث الإمام فى مصلاه بعد السلام من أجل أنصراف النساء قبل أن يدركهن الرجال , هذا قول الشافعي , وأحمد بن حنبل , وقال مالك : يقوم ولايقعد فى الصلاة كلها إذا كان إمام مسجد جماعة, وإن كان إماما فى سفر , فإن شاء قام وإن شاء قعد. )
* وقال القرافى المالكي فى الذخيرة :
( قال فى الكتاب : إذا سلم إمام مسجد القبائل فلا يقعد فى مصلاه , بخلاف أمام السفر ونحوه , لما روى سحنون فى الكتاب أنها السنة .
* ونقل الشاطبى المالكى رحمه الله فى كتابه الاعتصام عن القرافى كراهة الإمام مالك رحمه الله الدعاء بعد صلاة الجماعة ....
* وقال الشيخ عثمان بن فودتى الشنقيطى رحمه الله فى كتابه [ بيان البدع الشيطانية التى أحدثها الناس فى أبواب الملة المحمدية ]
فقال : ومن ذلك :-
الدعاء دبر الصلوات بكيفية معلومة وهى أن يدعو الإمام ويؤمن الناس وهو بدعة مكروهة,فى مذهب مالك ....
وروى الإمام مسلم عن عائشة قالت : كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا سلم يجلس إلا مقدار مايقول :( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام وفى رواية بن نمير ياذا الجلال والاكرام )
وكان هذا هديه صلى الله عليه وسلم إلا لحاجة كمثل أن يكون خلفه نساء فيمكث يسيراً بقدر ما يخرج النساء كى لايختلطن بالرجال بباب المسجد قبل أن يكون لهن باب خاص بهل بعد ذلك ......
* فقد روى الإمام البخارى عن أم سلمة رضى الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضى تسليمه ويمكث هو فى مقامه يسيراً قبل أن يقوم)
قال ا لزهرى راوى الحديث :نرى و الله أعلم أن ذلك كان لكى ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال ...
* وروى عبد الرازق فى المصنف وأبو يوسف فى كتاب الآثاروالطحاوى فى شرح معانى الآثار عن حماد عن ابى الضحى عن مسروق قال : ( كان أبوبكر رضى الله عنه يسلم عن يمينه وعن شماله ثم ينتقل ساعتئذ كأنه على الرضف )
وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : كان أبوبكر إذا سلم كأنه على الرضف حتى ينهض . قلت : الرضف بسكون المعجمة وتفتح الراء وبعدها فاء جمع ةهى حجارة محماة على النار
* وروى عبدالرزاق عن أيوب عن أبن سيرين قال : قلت لابن عمر إذا سلم الإمام أنصرف قال : ( كان الإمام إذا سلم انكفت وأنكفتنا معه ) وهذا إسناد صححه الحافظ ابن حجر فى الفتح
وروى أيضاَ حدثنا وكيع بن قيس عن أبى حصين قال :( كان أبو عبيدة بن الجراح إذا سلم كأنه على الرضف حتى يقوم )
* وروى بن وهب كما فى المدونة والبيهقى فى السنن عن أبى الزناد قال : سمعت خارجة بن زيد بن ثابت يعيب على الأئمة قعودهم بعد التسليم وقال : إنما الأئمة ساعة تسلم تنقلع من مكانها ) ولفظ ا لبيهقى (يقول السنة فى ذلك أن يقوم الإمام ساعة يسلم )
* وروى أبن أبى شيبة حدثنا أبو داود عن زمعة عن أبن طاوس عن أبيه انه كان إذا سلم قام فذهب كما هو ولم يجلس ...
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق