الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

شرح قصيدة انما الحيزبون و الدردبيس


يعتبر صفيّ الدين الحُلّي  (675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م)  أحد جهابذة الشعر، وُلِد ونشأ في الكوفة، وعاش في الفترة التي تلت مباشرةً دخول المغول الى بغداد وتدمير الخلافة العباسية .
حكاية هذه القصيدة العجيبة هي أن أحد الفضلاء قال أن صفيّ الدين شعره جيد ولكن كلماته بسيطة وسهلة، فردّ عليه بهذه القصيدة موضحا له أن أبسط الألفاظ هي ألذّها على السمع وأنه ليس بعاجز عن الاتيان بها.

القصيدة:

إنّمَا الحَيزَبُونُ والدَّرْدَبِيسُ *** والطَّخَا والنُّقَاخُ والعَلْطَبِيسُ


والغَطَارِيسُ والشَّقَحْطَبُ والصَّقْبُ *** والحَرْبَصِيصُ والعَيْطَمُوسُ


والحَرَاجِيجُ والعَفَنْقَسُ والعَفْلَقُ *** والطِّرْفِسَانُ والعَسَطَوسُ


لُغَةٌ تَنْفِرُ المَسَامِعُ مِنْهَا *** حِينَ تُرْوَى وَتَشْمَئزُّ الُّنفُوسُ


وَقَبِيحٌ أنْ يُسْلَكُ النَّافِرُ الوَحْشِيُّ *** مِنْهَا وَيُتْرَكُ المَأنُوسُ


إنَّ خَيْرَ الألْفَاظِ مَا طَرِبَ السَّامِعُ *** مِنْهُ وَطَابَ فِيهِ الجَلِيسُ


إنَّ هَذَا قَوْل كَثِيبٌ قَدِيم *** وَمَقَالِي عَقَنْقَلٌ قُدْمُوسُ


لَمْ نَجِدْ شَادِيَاً يُغَنِّي قِفَا نَبْكِ *** عَلَى العُودِ إذْ تُدَارُ الكُؤوسُ


أتُرانِي أنْ قُلْتُ لِلمُحِبِّ يَا عَلَقُ *** دَرَى أنُّهُ العَزِيزُ النَّفيسُ


أوْ تَرَاهُ يَدْرِي إذَا قُلْتُ خَبَّ *** العِيرُ أنَّ قَولِي سَارَ العِيسُ


دَرَسَتْ هّذِهِ اللُغَاتِ وَأضْحَى *** مَذْهَبُ النَّاسِ مِا يَقُولُ الرَّئيسُ


إنَّمَا هَذِهِ القُلُوبُ حَدِيدٌ *** وَلَذِيذُ الألْفَاظِ مِغْنَاطِيس


*************
شرح معاني الكلمات"

الحيزبون : العجوز من النساء
الدردبيس : الداهية والشيخ والعجوز
الطخا :السحاب
النقاخ : الورم من داء
العلطبيس :الأملس البرَّاق
الغطاريس :جمع الغطريس, و هو الانسان المتغرطس المتكبر
الشقحطب :الكبش لهُ قرنان أو أربعة كلٌّ منها كشقِّ حطب
الصقب :العمودُ الأطولُ في وسط الخيمة
الحربصيص : أَي شيء من الحليّ
العيطموس: المرأةُ الجميلَةُ أو الحَسَنَةُ
العفلق : المرأة سريعة الغضب
الطرفسان : كوكبانِ في السماء
العسطوس: هو شجر يُشبه الخيزُران
كثيب :التلُّ من الرمل سُمّي بهِ لأنهُ انكثب أي انصبَّ في مكانٍ فاجتمع فيهِ
عقنقل : المكيال الضخم والرجل الثقيل الوطءِ واسم تاجٍ لكسرى
قدموس : القديم والملك الضخم
قفا نبك: يقصد معلقة امروء القيس: قفا بك من ذكرى حبيب و منزل *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
العيس: الناقَةَ  

هناك 16 تعليقًا:

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا ولكن لو شرحت كل بيت بعد بيان الغريب منه كان أفضل

عبدالباسط الغماري يقول...

بارك الله فيك اخي الفاضل و بالفعل قمت بكتابة شرح الكلمات الغريبة بعد نهاية القصيدة

Unknown يقول...

جميل القول وشرح القول تحياتب

عبدالباسط الغماري يقول...

حضورك و ثناؤك اجمل اخي الكريم بارك الله فيك

ABU Awad يقول...

شكرا لكم.

عبدالباسط الغماري يقول...

العفو اخي الكريم ABU Awad , اسعدني وجودك

Unknown يقول...

شكرا

عبدالباسط الغماري يقول...

العفو اخي الفاضل

Unknown يقول...

صح لسانك

عبدالباسط الغماري يقول...

بارك الله فيك اخي الكريم

غير معرف يقول...

وماذا كان رد الشاعر بعدما أفحمه بهذه القصيدة

عبدالباسط الغماري يقول...

للأسف أخي الكريم لم أجد في كل المراجع حتى القديمة منها بقية هذه القصة أو ما كان رد الرجل الآخر عليه

غير معرف يقول...

ولست بنحوي يلوك لسانه
وإنما سليقي أقول فأعرب

سلاسة الالفاظ عين البلاغة
كنت اعرف هذه القصيدة وانا بالثانوية قبل 55 سنة خلت!
ما اجمل لغتنا العربية الفصحى. اقول هذا لاني درست الانجليزية والفرنسية والاسبانية بتعمق حتى بلغت في اثنين منهما مرتبة استاذ جامعي في الادب الفرنسي وال لغة انجليزية في معهد اللغات

ِِAli Essa يقول...

ليت كتبتها مضبوطة بالشكل جزاك الله خيرًا

عبدالباسط الغماري يقول...

ولست بنحوي يلوك لسانه
وإنما سليقي أقول فأعرب

سلمت يداك وحفظ الله أخي الكريم

عبدالباسط الغماري يقول...

أخي الفاضل Ali Essa
اقتراحك أكثر من رائع ةقد قمت بإعادة تشكيل الأحرف، جزاك الله خيرا