طرابلس و صراعها مع فرسان القديس يوحنا
بقلم الدكتور محمد زينهم عزب في مقدمته لكتاب نفحات النسرين لأحمد بن الحسين النائب الأنصاري المتوفى سنة 1918 م .
ملاحظة : " قمنا بنقل الحكاية بشيء من التصرف و الاختصار بما لا يغير شيئا من سياقها و أحداثها و الصورة المرفقة مع المنشور رسمة تاريخية قديمة لم أتوصل إلى معرفة اسم الرسام او تاريخها و هي توثق حصار قوات درغوت و سنان باشا للمدينة و تظهر فيها اسوار طرابلس البحرية من ناحية باب البحر و البرج الأحمر قبل بناء حصن المندريك "
قصة تحرير طرابلس من فرسان القديس يوحنا
937-958 هـ / 1531-1551 م
كان فرسان القديس يوحنا فرقة من اشد فرق المسيحيين عداء للمسلمين اثناء الإحتلال الصليبي للقدس , و عندما استولى المسلمون على القدس بعد معركة حطين لجأت هذه الهيأة إلى عكا و جعلتها مركزا لأعمالها سنة 587 هـ / 1191 م , و في سنة 690 هـ / 1291 م استعاد المسلمون عكا آخر معقل للصليبيين في فلسطين فلجأت هيأة فرسان القديس يوحنا إلى ليماسول في قبرص ثم انتقلت الى جزيرة رودس و كانت في اثناء ذلك مثابرة على مواصلة قتال المسلمين بتاييد و تشجيع من البابوية و تمويل من معظم البلاد المسيحية و اجتهد فرسان القديس يوحنا في التعرض لأساطيل الدولة العثمانية في البحر المتوسط فاضطر السلطان سليم الى العثماني الى مهاجمة رودس في رمضان 928 هـ / ديسمبر 1521 م باسطول كبير ظل محاصرا لها ستة اشهر حتى سقطت في أيدي المسلمين في 7 صفر 929 هـ / 1522 م و أذن لهم العثمانيون بالهجرة الى اي ارض يشاءون فلجأوا الى ايطاليا و تقدم رئيس المنظمة فيليب بطلب الى الملك كارلوس الخامس ان يمنحهم حزيرة مالطا و جزيرة قوزوا فوافق بشرط أن يأخذوا معها طرابلس التي كانت وقتها تحت الاحتلال الاسباني و قد وجدها الاسبان فرصة سانحة للتخلص من اختلالهم لطرابلس بسبب عدم تمكنهم من فرض سلطانهم خارج المدينة و جعل الملك كارلوس فرسان القديس يوحنا يتعهدون بحمايتها من المسلمين فوافقوا على ذلك
و لم يطمئن بال فرسان القديس يوحنا في طرابلس بسبب تهديد الساطيل العثمانية لهم في المتوسط ثم ان المسلمين من مواقعهم خارج طرابلس لم يكفوا قط عن مهاجمتهم و مناوشتهم و كان اكبر مراكز المسلمين قرية تاجوراء و كان المال بيد فرسان القديس يوحنا قليلا فحاولوا حل ازمتهم المالية بغزو القرى المجاورة و فرض ضرائب عليها و قد فعلوا ذلك مع جنزور و المنصورية ( صياد ) و الماية و الحشان و الزاوية و صبراتة و استعانوا في ارغام الناس على على دفع الأتاوى بأخذ اولادهم رهائن و في سنة 537 هـ / 1531 م أغار خير الدين بارباروسا على طرابلس و لكن تم مقاومته من فرسان القديس يوحنا فاتجه الى مهاجمة بعض من كان يعاون فرسان القديس بقرية تاجوراء و طردهم و ولى عليها احد رجاله و هو خيرالدين كرمان و ترك معه بعض الأسلحة و الجنود و القطع الحربية ثم حاول الحسن الحفصي و هو حاكم عميل على تونس الاستيلاء على تاجوراء و طلب معاونة فرسان القديس يوحنا و لكنهم رفضوا لضعفهم و أرسل بارباروسا امدادات كبيرة الى خيرالدين كرمان مع معونات من أهل طرابلس وما جاورها فقام كرمان بتحصين تاجوراء و تقوية اسطولها البحري و تقدم لمهاجمة طرابلس و انضم اليه أهالي الماية و جنزور و نشر جنوده حول طرابلس و بنى قلعة في الظهرة على ميل من طرابلس ثم هاجم طرابلس و كاد ان يستولي عليها بعد قتال عنيف و لكن بسبب شائعة تقول انه تم قتله انتكس جنوده و نجا فرسان القديس يوحنا من الهجوم .
ثم في محرم سنة 943 هـ / 1536 م وصلت إمدادات عسكرية إلى فرسان القديس يوحنا المتحصنين بداخل اسوار المدينة القديمة قوامها أربعة مراكب و خمسمائة و خمسين مقاتلا فقاموا بعدها بمهاجمة قلعة الظهرة و تاجوراء ثم عين خيرالدين بارباروسا أحد خيرة رجاله و هو مراد آغا حاكما على تاجوراء بدلا من كرمان الذي قتل في المعارك و كان مراد آغا مقاتلا باسلا أصله صقلي و أسره المسلمون ثم أسلم و خدم بارباروسا , و قد استطاع مراد آغا صد هجوم فرسان القديس على تاجوراء و في ربيع الثاني 953 هـ / 3 يونيو 1546 م توفي خيرالدين بارباروسا و خلفه معاونه درغوت باشا الذي اشتهر بالبسالة الفائقة و النشاط العظيم في محاربة الإسبان حتى سموه بالشيطان , و بدأ صراع طويل بين درغوت باشا بمعاونة أهل القرى المجاورة و فرسان القديس في طرابلس ثم تمكن درغوت باشا من إقناع السلطان العثماني سليمان القانوني بمعاونته للإستيلاء على مالطا من فرسان القديس و طردهم من طرابلس فأمده بإثني عشر ألف مقاتل من الإنكشارية و لم يستطع درغوت باشا الإستيلاء على مالطا فهاجم طرابلس و أمر السلطان سليمان القانوني حاكم تونس سنان باشا بمعاونة درغوت في تحرير طرابلس و كان سنان باشا رجلا شهما فاتفق مع درغوت باشا على حصار طرابلس و بداهحومهما على طرابلس في 8 اغسطس 1551 م و كان الهجوم قويا فاستغاث فرسان القديس بمرشدهم العام في مالطا فلم يرسل لهم شيئا يذكر و بعد الحصار أعلن الفرسان الاستسلام في مقابل ان يتخلوا عن جميع أسلحتهم مع ضمان خروج مقاتليهم البالغ عددهم ثلاثمائة مقاتل و تركهم يغادرون إلى مالطا و في شعبان 958 هـ / اغسطس 1551 م تم خروج فرسان القديس يوحنا و دخول سنان باشا الى المدينة و قام سنان باشا بتعيين مراد آغا حاكما على طرابلس و يعاونه درغوت باشا و بذلك أقفلت صفحة مريرة من صفحات الجهاد في طرابلس .
بقلم الدكتور محمد زينهم عزب في مقدمته لكتاب نفحات النسرين لأحمد بن الحسين النائب الأنصاري المتوفى سنة 1918 م .
ملاحظة : " قمنا بنقل الحكاية بشيء من التصرف و الاختصار بما لا يغير شيئا من سياقها و أحداثها و الصورة المرفقة مع المنشور رسمة تاريخية قديمة لم أتوصل إلى معرفة اسم الرسام او تاريخها و هي توثق حصار قوات درغوت و سنان باشا للمدينة و تظهر فيها اسوار طرابلس البحرية من ناحية باب البحر و البرج الأحمر قبل بناء حصن المندريك "
قصة تحرير طرابلس من فرسان القديس يوحنا
937-958 هـ / 1531-1551 م
كان فرسان القديس يوحنا فرقة من اشد فرق المسيحيين عداء للمسلمين اثناء الإحتلال الصليبي للقدس , و عندما استولى المسلمون على القدس بعد معركة حطين لجأت هذه الهيأة إلى عكا و جعلتها مركزا لأعمالها سنة 587 هـ / 1191 م , و في سنة 690 هـ / 1291 م استعاد المسلمون عكا آخر معقل للصليبيين في فلسطين فلجأت هيأة فرسان القديس يوحنا إلى ليماسول في قبرص ثم انتقلت الى جزيرة رودس و كانت في اثناء ذلك مثابرة على مواصلة قتال المسلمين بتاييد و تشجيع من البابوية و تمويل من معظم البلاد المسيحية و اجتهد فرسان القديس يوحنا في التعرض لأساطيل الدولة العثمانية في البحر المتوسط فاضطر السلطان سليم الى العثماني الى مهاجمة رودس في رمضان 928 هـ / ديسمبر 1521 م باسطول كبير ظل محاصرا لها ستة اشهر حتى سقطت في أيدي المسلمين في 7 صفر 929 هـ / 1522 م و أذن لهم العثمانيون بالهجرة الى اي ارض يشاءون فلجأوا الى ايطاليا و تقدم رئيس المنظمة فيليب بطلب الى الملك كارلوس الخامس ان يمنحهم حزيرة مالطا و جزيرة قوزوا فوافق بشرط أن يأخذوا معها طرابلس التي كانت وقتها تحت الاحتلال الاسباني و قد وجدها الاسبان فرصة سانحة للتخلص من اختلالهم لطرابلس بسبب عدم تمكنهم من فرض سلطانهم خارج المدينة و جعل الملك كارلوس فرسان القديس يوحنا يتعهدون بحمايتها من المسلمين فوافقوا على ذلك
و لم يطمئن بال فرسان القديس يوحنا في طرابلس بسبب تهديد الساطيل العثمانية لهم في المتوسط ثم ان المسلمين من مواقعهم خارج طرابلس لم يكفوا قط عن مهاجمتهم و مناوشتهم و كان اكبر مراكز المسلمين قرية تاجوراء و كان المال بيد فرسان القديس يوحنا قليلا فحاولوا حل ازمتهم المالية بغزو القرى المجاورة و فرض ضرائب عليها و قد فعلوا ذلك مع جنزور و المنصورية ( صياد ) و الماية و الحشان و الزاوية و صبراتة و استعانوا في ارغام الناس على على دفع الأتاوى بأخذ اولادهم رهائن و في سنة 537 هـ / 1531 م أغار خير الدين بارباروسا على طرابلس و لكن تم مقاومته من فرسان القديس يوحنا فاتجه الى مهاجمة بعض من كان يعاون فرسان القديس بقرية تاجوراء و طردهم و ولى عليها احد رجاله و هو خيرالدين كرمان و ترك معه بعض الأسلحة و الجنود و القطع الحربية ثم حاول الحسن الحفصي و هو حاكم عميل على تونس الاستيلاء على تاجوراء و طلب معاونة فرسان القديس يوحنا و لكنهم رفضوا لضعفهم و أرسل بارباروسا امدادات كبيرة الى خيرالدين كرمان مع معونات من أهل طرابلس وما جاورها فقام كرمان بتحصين تاجوراء و تقوية اسطولها البحري و تقدم لمهاجمة طرابلس و انضم اليه أهالي الماية و جنزور و نشر جنوده حول طرابلس و بنى قلعة في الظهرة على ميل من طرابلس ثم هاجم طرابلس و كاد ان يستولي عليها بعد قتال عنيف و لكن بسبب شائعة تقول انه تم قتله انتكس جنوده و نجا فرسان القديس يوحنا من الهجوم .
ثم في محرم سنة 943 هـ / 1536 م وصلت إمدادات عسكرية إلى فرسان القديس يوحنا المتحصنين بداخل اسوار المدينة القديمة قوامها أربعة مراكب و خمسمائة و خمسين مقاتلا فقاموا بعدها بمهاجمة قلعة الظهرة و تاجوراء ثم عين خيرالدين بارباروسا أحد خيرة رجاله و هو مراد آغا حاكما على تاجوراء بدلا من كرمان الذي قتل في المعارك و كان مراد آغا مقاتلا باسلا أصله صقلي و أسره المسلمون ثم أسلم و خدم بارباروسا , و قد استطاع مراد آغا صد هجوم فرسان القديس على تاجوراء و في ربيع الثاني 953 هـ / 3 يونيو 1546 م توفي خيرالدين بارباروسا و خلفه معاونه درغوت باشا الذي اشتهر بالبسالة الفائقة و النشاط العظيم في محاربة الإسبان حتى سموه بالشيطان , و بدأ صراع طويل بين درغوت باشا بمعاونة أهل القرى المجاورة و فرسان القديس في طرابلس ثم تمكن درغوت باشا من إقناع السلطان العثماني سليمان القانوني بمعاونته للإستيلاء على مالطا من فرسان القديس و طردهم من طرابلس فأمده بإثني عشر ألف مقاتل من الإنكشارية و لم يستطع درغوت باشا الإستيلاء على مالطا فهاجم طرابلس و أمر السلطان سليمان القانوني حاكم تونس سنان باشا بمعاونة درغوت في تحرير طرابلس و كان سنان باشا رجلا شهما فاتفق مع درغوت باشا على حصار طرابلس و بداهحومهما على طرابلس في 8 اغسطس 1551 م و كان الهجوم قويا فاستغاث فرسان القديس بمرشدهم العام في مالطا فلم يرسل لهم شيئا يذكر و بعد الحصار أعلن الفرسان الاستسلام في مقابل ان يتخلوا عن جميع أسلحتهم مع ضمان خروج مقاتليهم البالغ عددهم ثلاثمائة مقاتل و تركهم يغادرون إلى مالطا و في شعبان 958 هـ / اغسطس 1551 م تم خروج فرسان القديس يوحنا و دخول سنان باشا الى المدينة و قام سنان باشا بتعيين مراد آغا حاكما على طرابلس و يعاونه درغوت باشا و بذلك أقفلت صفحة مريرة من صفحات الجهاد في طرابلس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق