الاثنين، 24 أبريل 2017

تاريخ مدينة صبراتة الأثرية


تاريخ مدينة صبراتة الأثرية

صور تظهر مسرح صبراتة الاثري حينما كان مجرد ركام و صخوراً متناثرة و ذلك قبل ان تقوم الحكومة الايطالية باعادة تركيب المسرح حجرا حجرا مع صعوبة هذا العمل الذي يستدعي معرفة مكان كل صخرة و عمود و حجر من بين هذا الركام .
و الآن لنأخذ جولة سريعة في تاريخ مدينة صبراتة .
 تعد مدينة صبراتة الأثرية إحدى روائع التاريخ التي بقيت لتشهد على حضارات و أمم توالت على هذه الأرض الطيبة .
تأسست هذه المدينة على يد الفينيقيين ثم سيطر عليها الرومان و من بعدهم الوندال الذين عاثوا فيها فسادا فدمروها ثم أعاد تعميرها البيزنطيون .
 عرفت صبراتة عند الرحالة العرب بإسم ( صبرة ) و جرى ذكرها عند الرحالة ابن خلدون و التجاني و قد خربت المدينة الأثرية في العصور المتأخرة و لم تقم لها قائمة و ظلت ركاما و أطلالا إلى حين بدء السلطات الايطالية سنة 1923 بترميمها و إعادة بنائها فجلبت لها أكبر علماء الاثار فأعادوا تركيب المدينة بأكملها و مسرحها الأثري حجرا حجرا و عاد المسرح الى الحياة من جديد فأقيمت فيه المسرحيات العالمية .
 انه من المحزن و المثير للأسى أن نرى مابنته الحكومة الايطالية في ليبيا قد تسلل اليه الإهمال و العبث و قد نشرنا منذ أسابيع صورة لشخص مستهتر يصول بسيارته على مسرح صبراتة غير عابيء بأنه قد ينهار بسبب رعونته و حمقه , و كلمة حق تقال أن ايطاليا أولت اثارنا اهتماما عجزنا نحن عنه فحتى قوس ماركس اوريليوس حمته الحكومة الايطالية و أعادت ترميمه بعد ان طالته ايدي العبث وحولته الى دكان للفحم تارة و الى مسرح للعرائس تارة اخرى و حتى نقوش جبال اكاكوس الأثرية التي تعود الى عصور ماقبل التاريخ تم العبث بها و كتابة ذكريات لأشخاص نكرة هم و ذكرياتهم الغبية التي سطروها على اقدم النقوش لتكون شاهدا بأن الاجيال الجديدة هي اجيال جاهلة و أن أسلافنا القدماء كانوا اكثر تحضرا , و من المؤسف ان كل بلاد العالم تولي اثارها اهتماما كبيرا كرمز قومي لها وتعاقب بأشد العقوبات من يعبث بها إلا نحن , ففي بريطانيا توجد مجموعة صخور يطلق عليها ستون هنج (Stonehenge) تقوم الدولة بالدعاية لها و جلب السياح من اقاصي العالم لمشاهدتها بينما نحن لدينا مدن اثرية بأكملها قد أهملناها و عبثنا بها , ومنذ سنوات كنت في زيارة الى مدينة لبدة الأثرية و كان برفقتي ضيف من ايرلندا و رأينا الأعمدة الرخامية ملقاة على الشاطيء تأكلها امواج البحر و تفتتها لتصير اثرا بعد عين فقال لي متعجبا " لا اصدق ان ليدكم مدنا اثرية كاملة و لا أحد يهتم بها " .
كما شاهدت صوراً لمدينة طلميثة الأثرية بعد خروج ايطاليا من ليبيا سنة 1943 و الرعيان يرتعون فيها بقطعان مواشيهم .
 اعتذر على الاطالة و لكن هذا الموضوع يحز في النفس و لا اعلم متى ندرك ان شعبا لا يحافظ على ماضيه هو شعب لا مستقبل له .













ليست هناك تعليقات: