السبت، 1 أبريل 2017

قصص من طرائف العرب

قصص من طرائف العرب 

كان عجل بن لجيم من محمقي العرب ، فقيل له يوماً إن لكل فرس اسماً ، فما اسم فرسك فإنه جواد ؟ قال : لم اسمه ، قالوا : فسمه ، ففقأ إحدى عينيه و قال قد سميته الأعور,  وفيه يقول الشاعر:
رمتني بنوُ عجلٍ بداءِ أبيهمُ ... وهلْ أحدٌ في النَّاسِ أحمقُ منْ عجلِ
أليسَ أبوهم عاب عينَ جوادهِ ...  فسارت به الأمثالُ في النَّاسِ بالجهلِ


  ودخل بعضهم إلى رئيس الرؤساء أبي القاسم بن المسلمة فقال له متعجباً من رئاسته التي عبقت به وجلالته التي باتت له :
فسبحانَ الذي أعطاكَ ملكاً ... وعلَّمكَ الجلوسَ على السَّريرِ
فضحك رئيس الرؤساء منه ، ولم يعلمه بموضع غلطه ، لعله بقلة معرفته و بأنه لا يعلم أصله !


و بيت الشعر الذي مدحه به و لم يعلم بحكايته هو من قصة حدثت لمعن بن  زائدة حينما تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن وحلمه وسعة صدره وكرمه وبالغو في ذلك وكان من بينهم أعرابي أخد على نفسه أن يغضبه فأنكروا عليه ذلك ووعدوه بمائة بعير إن أغضب معن  .
فعمد الاعرابي إلى بعير فسلخه وارتدى جلده وجعل ظاهره باطن و باطنه ظاهر و دخل على معن ولم يسلم فلم يعره معن انتباهه فأنشأ الرجل يقول:
أتذكرإذ لحافك جلدشاة وإذ نعلاك من جلد البعير ؟
 قال معن أذكره ولا أنساه و الحمد لله.
 فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء. 
فقال ا|لأعرابي:
فلست مسلما ماعشت دهرا على معن بتسليم الأمير
فقال معن السلام سنة يا أخا العرب.
 فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة
 فقال الأعرابي:
فجد لي يابن ناقصة ( أم الأمير اسمها زائدة ) بمال فإني قد عزمت على المسير
فقال معن أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار فأخدها وقال : 
قليل ما أتيت به و إني لأطمع منك في المال الكثير فثن قد آتاك الملك عفوا بلا رأي و لا عقل منير
فقال معن أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا
 فتقدم الأعرابي إليه وقال: سألت الله أن يبقيك دهرا فما لك في البرية من نظيرِ فمنك الجود و الإفضال حقا وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن أعطيناه لهجونا ألفين أعطوه لمديحنا أربعة
 فقال الأعرابي بأبي أيها الأمير ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق و مكذب فلما بلوتك صغر الخُبر الخَبر وأذهب ضعف الشك قوة اليقين وما بعثني على مافعلت إلا مائة بعير جعلت لي على إغضابك فقال له الأمير لا تثريب عليك فوصى له بمائتي بعير مائة للرهان و مائة له فانصرف الأعرابي داعيا له ذاكرا بهباته معجبا بأناته


 وكان رجل يؤاكل صديقاً له، فدق إنسان الباب، فقال صاحب الطعام، من ذا الكشخان الآخر؟ فنهض صديقه وقال: والله لا آكلتك أبداً، فخجل وحلف "أن لساني هفا وأنك أولى من عفا"، فلم يرجع عن أنه له عني وعنه كنى، وانصرف.

وكان جماعة يأكلون سمكة مشوية، ففرغوا من جنبها وقبولها إلى الجنب الآخر، فسأل سائل على الباب، فأراد صاحب السمكة أن يرد عليه فقال: قد أقلبوها، فرفعت الجماعة أيديها، ونهضت، وخجل الرجل وحلف لهم أنه ما عنى ما وقع لهم وعرض بخاطرهم، بل سهو بدر به لسانه، فلم يقيموا ولا تمموا أكلهم، وخرجوا يبخلونه واستحيا منهم كل وقت يلقونه!

ونزل أبو عبد الله بن الجصاص الجوهري يوماً مع الخاقاني الوزير في زبزبه، وفي يده بطيخة (فيها) كافور، فأراد أن يعطيها الوزير يبصق في دجلة، فبصق في وجه الوزير ورمى بالبطيخة في دجلة، فارتاع الوزير واشتغل بغسل وجهه مما أصابه، وانزعج ابن الجصاص وتحير لما شاهده من سوء فعلة وشدة تخلفه، فقال: والله العظيم أيها الوزير لقد أخطأت وغلطت، أردت أن أبصق في وجهك وأرمي بالبطيخة في دجلة! فقال: له الوزير: كذاك فعلت يا جاهل! فغلط في الفعل وأخطأ في الاعتذار

 

 

ليست هناك تعليقات: