بقلم الباحث زكريا المغربي Zakaria EL Moghrabi
تقرير بعثة فرسان القديس يوحنا عن تحصينات مدينة طرابلس سنة 1524 م
تقرير بعثة فرسان القديس يوحنا عن تحصينات مدينة طرابلس سنة 1524 م
في الوقت الذي كانت منظمة فرسان القديس يوحنا ترغب في استعادة جزيرة رودس ، أو الاستقرار في أي جزيرة من جزر البحر المتوسط ، و في أكتوبر سنة 1524 ميلادي أرسل مرشد المنظمة وفدا إلى إمبراطور إسبانيا (شارل كانت) يطلب منحهم جزيرة مالطا
يذكر أن إمبراطور إسبانيا اشترط على منظمة فرسان القديس يوحنا قبول توليهم الدفاع عن طرابلس مقابل منحهم جزيرة مالطا..
وقد أرسلت المنظمة ثمانية من الفرسان لزيارة طرابلس ، وقدموا تقريرا عن أحوال القلعة والسور والميناء:
وذكر المبعوثون الثمانية أن المدينة تقع في مكان صحي ، ويحيط البحر بثلثي مساحتها ، أما الثلث الباقي فيحيط به سور دائري طوله 3728 خطوة. وأن ثمة مسافة من السور تبلغ حوالي مائتي خطوة قد لحقها الدمار ، يقصد الإستفادة من موادها في تدعيم تحصينات القلعة ، أما الأسوار فيبلغ ارتفاعها قصبتين ونصف ، وهي مهددة في أكثر من موضع بالانهيار والخراب. وقد جرت حمايتها بواسطة أسوار إضافية لا تصمد للمدفعية ، وهي بلا أبراج وخنادقها ضيقة وليست عميقة.
أما المنازل والمنشآت فمن المؤكد أنها كانت كلها مدمرة نتيجة الهجوم الواقع على المدينة سنة 1510 . وأما القلعة فتكاد تكون مربعة الشكل ، وذات برجين حادين يواجهان المدينة. وهي في حاجة إلى الإصلاح والترسيم سواء فيما يتصل بالأساسات التي تهرت وتآكلت بتأثير البحر ، أو فيما يتصل بتلبيس الأسوار المكونة من تربة رملية. ويعتقد أنها لن تصمد للمدفعية العنيفة ، يضاف إلى ذلك أن القلعة والمدينة تخضعان لتحكم هضبة أو جبل صغير يقع إلى الجانب الجنوبي الشرقي (المقصود به الظهرة على الأرجح) . أما الميناء فهو صغير وغير مأمون وتهدده الرياح الشرقية وتقيه بعض الجزر الصغيرة من الجهة الغربية.
وطرابلس مزودة بالمياه ، ثمة بئر قرب القلعة من الجهة الشرقية. وأن السكان قد انخفضوا إلى ستين عائلة عربية ، وهم يملكون خمسة وعشرين حصانا للدفاع عن المدينة. وهم موالون للإسبان.. أما الدخل فيتمثل في نسبة العشرة بالمئة التي تجبيها الجمارك على البضائع وضريبة الرق.
وقد ترددت المنظمة في قبول العرض بألحاق طرابلس ضمن سيطرتها ، الأمر الذي كان شرطا ثقيلا مقرونا بمنح مالطا . وقد نصح المبعوثون الذين زاروا طرابلس المرشد الأكبر للمنظمة بعدم قبول هذه المهمة الثقيلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق