يارب ياريت تخلي عقلي زي عقل العيل

بسم الله الرحمن الرحيم

ياريت عقلي زي العيل ....
اي والله هذه امنيتي ولا امزح .....

لاتتعجبوا يا اخواني من هذه الامنية فلقد تعلمت حكمة كبيرة من طفل صغير ,لقد رأيت نفسي ادعو الله عز وجل ثم انصرف وكأن شيئا لم يكن , فخطر ببالي الطفل الصغير عندما يريد شيئا من امه فنراه يطلب منها على استحياء , فان لم ينل مطلبه بدأ في الالحاح بالطلب , فان تعذر عليه الحصول على مبتغاه بدأ بالبكاء والعويل الى ان يستجاب مطلبه وتلبى امانيه , فلم لا نتعلم هذه الحكمة من الطفل الصغير ؟؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ : يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي )

فالطفل في سبيل نيل طلبه لا يكل ولا يمل حتى يرى بوادر الفرج ونحن احدنا يمل بعد مرور ايام او اسابيع فينسى التضرع الى الله عز وجل ويقول بينه وبين نفسه .. قد دعوت فلم يستجب لي فلم العناء والتعب ؟
يقول ابن القيم : " ومن أنفع الأدوية : الإلحاح في الدعاء " .

فلم لا نتضرع الى الله عز وجل بالبكاء في جوف الليل وفي الخلوة ونلح ونلح على ربنا وراحمنا ؟
والله يا اخواني ان العبد ان الححت عليه بالسؤال فلربما مل منك وانتهرك ولكن ربنا عز وجل يحب العبد اللحوح في الدعاء , اولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون فتستغفرون الله فيغفر لكم لذهب بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، ولو أنكم تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تتوبون لتاب الله عليكم‏" .

ياسبحان الله هل الطفل اذكى منا الى هذه الدرجة وصرنا نحن قليلي الحيلة امامه ؟
نرى الطفل لا يستحي من البكاء حتى امام الخلق لنيل امانيه ونحن لا نبكي حتى في خلواتنا متضرعين الى بارئنا وخالقنا ورازقنا وهو بيده مفاتيح الرزق والخير ومع ذلك لا نلح عليه بالدعاء ؟؟؟

عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله يحب الملحين في الدعاء)).

فلنعد النظر يا اخواني في دعائنا ولنجعل من دعائنا لربنا الحاحا فوالذي نفسي بيده الله اكرم واعظم من ان يردنا خائبين ولنجعل حسن الظن بالله نصب اعيننا ...
ولهذا اطلب من الله ان يجعلني عند دعائه مثل العيل

بقلمي واسألكم الدعاء