الثلاثاء، 30 يناير 2018

الحولي الليبي


الليبي و الحولي ...
" نبذة اقتبسناها من كتاب طرابلس مطلع القرن العشرين للرحالة الأماني ايفالد بانزه يصف فيه الحياة في طرابلس بين سنتي 1906 و 1907 ترجحمة عماد الدين غانم "
الحولي هو اللباس التقليدي في وسط شمال افريقيا انه قطعة قماش كبيرة تنسج من صوف الغنم و غالبا مايكون الحولي ابيض اللون اما البني فنادر و بعض النساء تتخذنه مقصبا بالأسود او البني و تتأرجح الجودة و السعر بين ماهو مصنوع من خيوط بنعومة خيوط الخيش و سعره ليرة مجيدية 3.60 مارك و بين النماذج المصنوعة من صوف ثخين و ربما يبلغ سعره ثمانية محبوب 25.60 مارك إن الحولي هو لباس الجنسين و لكنه يختلف في التصميم يعقد الرجل زاوية منه بخيط أحمر ذي شراريب قدر الإمكان و تكون من جهة العرض على مسافة بطول ذراع و من خلال الفتحة الناتجة يعلق الحولي على الكتف اليسرى بحيث تأتي العقدة الكبيرة أمام عظم الترقوة ثم يلف به جسمه و صدره دفعة واحدة و هذا يبدو بسيطا جدا إلا انه لا يقدم على الحولي سوى معلومات اولية و غالبا ما يشاهد طرف الحولي مسدلا فوق الرأس بحيث يلف الوجه و مثل ذلك يتبع في المطر و البرد و الشمس اللافحة و إذا ماتصبب العرق بشدة فإن المرء يطوي جزءاً من الحولي و يضعه على شكل شال سميك فوق الطربوش و بذلك تصبح الرقبة و الراس طليقتين و تحت ظل سميك , ينام المرء في الحولي و يلف الراس بأكمله خوفا من الإصابة بالبرد و يمكن أن يحمل فيه المشتريات من السوق إلى البيت أو من المدينة إلى موطنه في القرية إذا ما جمع أطرافه إلى بعضها و باختصار فإنه لا يمكن تصور الليبي دون الحولي انه يعيش و يموت في هذه القطعة من صوف الغنم .
أن المرأة ترتدي الحولي فوق الظهر أيضا إلا أنها تضعه فوق الرأس دوما و إذا ما امسكت به بإحدى يديها أو بكلتيهما مستورتين و جعلت الحولي يغطي وجهها فإن ذلك يسمح ببروز إحدى عينيها السوداوين من الشق العمودي و غالبا ما تضعه على الصدر أو البطن و ربما يطوى أربع مرات أو ستا إنه هنا ينزل بشكله الغليظ حتى القدمين اللتين ترتديان صندلا جلديا ذا لون أصفر أو احمر أو اسود لماع .



ليست هناك تعليقات: