الأحد، 3 مارس 2024

لهجتنا الليبية والأسماء الأجنبية التي تم تلييبها

 لهجتنا الليبية والأسماء الأجنبية التي تم تلييبها.

قد يستغرب البعض عنوان هذا المنشور، وهو بالفعل غريب بعض الشيء، ولكن كما يقال، إذا عُرف السبب بطل العجب.
إن مما يميز اللهجة الليبية أنها جاءت وسطا بين لهجات المشرق العربي اللينة ولهجات المغرب العربي الخشنة والتي يستصعب أهل المشرق فهمها، فاللهجة الليبية سواء في غرب البلاد أم في شرقها وجنوبها قد تختلف اختلافات بسيطة ومع ذلك الكل يفهم الآخرين ولا يستثقل ألفاظها، والليبي يمكنه بكل سهولة فهم لهجات المشرق والمغرب على حد سواء، وهناك كلمات أجنبية كثيرة في لهجتنا تم تلييبها (جعلها ليبية) مع مرور الزمن حتى صارت مألوفة ومشاعة بين الجميع، مثل مارشابيدي وفركيتا ولنقولي وكوجينة وغيرها الكثير والكثير، وفي هذا المنشور سأتطرق إلى أسماء بعض المناطق في طرابلس فقط كوني أحد أبنائها ولا يعني هذا إهمال بقية المدن لأنني لا أعرفها كما يعرفها أبناؤها، وبوسع الجميع المشاركة بإضافة أسماء مناطق ولو كانت ليست في طرابلس لتعميم الفائدة وتشارك المعلومات، وهذه بعض الأسماء حسبما تسعفني به الذاكرة الآن:


البوتشيني: وهي منطقة مجاورة لمعرض طرابلس الدولي وتتميز تلك المنطقة بأن شوارعها سميت في العهد الإيطالي على أسماء فنانين من ضمنهم جاكومو بوتشيني Giacomo Puccin وهو ملحن أوبرا إيطالي.
الطنطونة: المنطقة المحصورة ما بين شارع ميزران وشارع 24 ديسمبر خلف معهد جميلة، وهي تحريف لكلمة ottantuno اوتانتونو الإيطالية، وتعني 81 وهو اسم معسكر أحد الألوية الإيطالية الذي كان في تلك الناحية.
المنقيط: منطقة الملاحة، وهي تحريف لكلمتي Main Gate مين غيت الانجليزية، حيث كانت توجد البوابة الرئيسية لقاعدة الملاحة.
الفرناج: وهي مشتقة من كلمة fornace الإيطالية والتي تعني الفرن، وسميت بذلك بسبب وجود أفران الطوب بها. (معلومة نوعية الافران من تعليقات بعض الإخوة بارك الله فيهم)
ساليطة البراوية: وهي نهاية شارع خالد بن الوليد بالظهرة عند نقطة التقائه بالبحر، وكلمة ساليطة تحريف لكلمة Salita الإيطالية وتعني الصعود حيث أن هذا الشارع شديد الانحدار، وكلمة البراوية تحريف لبيرا أويا وسميت بذلك لوجود مصنع Birra Oea الذي كانت تملكه عائلة ألمانية بالشراكة مع إيطالي قبالة فندق قصر ليبيا.
كازالنجس: المنطقة الواقعة خلف قصر الخلد وهي تحريف لعبارة "كازا انشس" CASA I.N.C.I.S , وهي اختصار لـ "مساكن المعهد الوطني لإسكان موظفي الدولة" " L'Istituto Nazionale Casa Impiegati Dello Stato".

الأربعاء، 28 فبراير 2024

عمود رخامي في مصرف الجمهورية بطرابلس يشير إلى تاريخ بناء المصرف

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اليوم لفت انتباهي عمود رخامي في مصرف الجمهورية بطرابلس فرع ميدان الشهداء، والعمود موضوع في موضع النافذة الأولى المطلة على شارع عمر المختار، ولما اقتربت منه لاحظت وجود نقوش إيطالية منحوتة على العمود والقاعدة التي تحمل العمود، وللأسف بعض الكلمات طمستها عوامل الزمن ويصعب قراءتها، أما الكلمات المنقوشة على قاعدة العمود فلم أتمكن من قراءة شيء منها، ولكن هذا ما استطعت قراءته منها:
fondazione banco di roma 1880
tripoli 1907 ********
costruzione della nuova cedf 1934
XI****
وموضع (*) يمثل الكلمات التي لم أستطع قراءتها، أما ترجمة العبارات الإيطالية التي كتبتها فهو:
مؤسسة بنك روما 1880
***** طرابلس 1907
المبنى الجديد **** 1934
الحادي عشر *****
حيث يشير السطر الأول إلى تاريخ إنشاء بنك روما في سنة 1880، ويشير السطر الثاني إلى تاريخ افتتاح فرعه في طرابلس سنة 1907، أما السطر الأخير فيشير إلى تاريخ بناء المبنى الجديد لبنك روما سنة 1934 مطلاً على ميدان الشهداء بدل مبناه القديم في ميدان السيدة مريم بالمدينة القديمة.

ملاحظة غير مهمة: 😁
لولا وقوفي في طابور المصرف ما كنتش حننتبه للعمود يعني في النهاية طلعت الطوابير لها فائدة وما كنتش عارف 

 

الأربعاء، 14 فبراير 2024

قطار فيات في ليبيا

 قطار فيات 040 الذي وصل إلى ليبيا سنة 1938 ليحل محل القطارات القديمة بعدد 5 قاطرات في طرابلس و 3 في بنغازي وتبلغ سعة عربات الركاب 12 مقعداً في الدرجة الأولى و 23 في الدرجة الثانية و20 في الدرجة الثالثة مع حجرة مخصصة للبريد في أحد الأطراف ومقصورة للأمتعة واستمرت في العمل حتى الستينيات وكان يعمل بمحرك ديزل وبسرعة تصل إلى 90 كم/ س كحد أقصى.








السبت، 10 فبراير 2024

جامع النظامية الاسم القديم لجامع ادريس بالظهرة

 السلام عليكم.

منذ عدة سنوات كتبت بحثا عن تاريخ جامع إدريس بمنطقة الظهرة بطرابلس وقمت فيه بحمد الله وتوفيقه بتحديد بناء الجامع القديم بسنة 1327 هجري _ الموافق لسنة 1909 ميلادي _  استنادا على اللوحة الرخامية المكتوبة باللغة التركية بالأحرف العربية التي أزيلت من الجامع القديم قبل هدمه ووضعت بالجامع الجديد، وكان المسجد القديم يسمى بجامع القشلة وجامع البرهانية، ومنذ عدة أيام راسلت صفحة الدار السلطانية ومتصفح الوثائق العثمانية وهي صفحة متخصصة في الوثائق العثمانية لسؤالهم عن الترجمة الحرفية للوحة وتبين أن هناك اسما آخر غير معروف للجامع وهو جامع النظامية، وهذا شرح معنى الكتابة من الصفحة المذكورة جزاهم الله خيرا:

"جامع النظامية، تاريخ البناء 1327هجري".





الأربعاء، 7 فبراير 2024

صورة مميزة من طرابلس ليبيا منتصف العشرينيات

 طرابلس منتصف العشرينيات، شارع الحميدية والذي كان يسمى كذلك بشارع ريكاردو وحالياً شارع 24 ديسمبر، صورة جميلة من زاوية مميزة يظهر فيها جامع سيدي حمودة من الخلف الذي بني سنة 1923م الذي كان يطل على شارع العزيزية (شارع الاستقلال حالياً) وتلي الجامع محلات ميلي للأزياء وتظهر قبة المحلات المميزة مجاورة لقبة الجامع، وتظهر بقية المقبرة قبل إزالتها عند توسعة الميدان كذلك تظهر عمارتا المشير رجب باشا عند مدخل سوق المشير قبل إزالتهما فيما بعد وتشييد قوسي شارع سوق المشير والخندق.




السبت، 13 يناير 2024

جامع ادريس بمنطقة الظهرة

منذ عدة أسابيع قليلة مضت نشرت صورة لجامع قشلة الحميدية بالظهرة تعود إلى سنة 1943 وهو الجامع الذي هدم وبني في محله جامع ادريس سنة 1957 والذي يعرف كذلك بجامع الجهاد وقد علق أحد السادة الفضلاء -ولا أذكر اسمه وأتمنى أن يعلق هنا لأشكره- بأنه خلال تلك السنة أي 1943 كان يمر يومياً من أمامه والجامع ليس له وجود وقد تم هدمه قبل تلك السنة، وقال كذلك أن موضع الجامع الجديد كان فيه ملجأ إيطالي للحماية من غارات طائرات قوات الحلفاء.
وقبل عدة سنوات عثرت على بقايا المحراب القديم والأعمدة في ساحة سيارات غرفة التجارة الملاصقة للجامع الحالي واستنتجت أن الجامع القديم كان في ذلك الموضع ونم بناء الجامع الجديد في الناحية التي خلف المحراب أي في موضع الملجأ الذي تحدث عنه الرجل الفاضل فبحثت في الأرشيف لدي فتأكدت حينها من صدق كلامه - جزاه الله خيرا - حيث عثرت على صورة جوية تعود إلى فترة الخمسينيات تظهر فيه المئذنة فقط وموضع الجامع ساحة فارغة وحينها قمت بمقارنة صورة للمئذنة تعود إلى سنة 1911 مع صورة سنة 1943 وصورة حديثة التقطتها لجامع ادريس وتبين أن الجامع قد تم هدمه وأبقيت المئذنة كما هي دون هدم وعندما تم بناء الجامع الجديد تم زيادة ارتفاع المئذنة بعد الشرفة الأولى واضيفت شرفة ثانية، وهذه صورة مدمجة قمت بإعدادها توضح هذا الأمر للمقارنة بين شكل المئذنة القديمة والحديثة كما اضفت الصورة الجوية التي تبين المئذنة وما حولها ساحة فارغة.
 

 




الجمعة، 29 ديسمبر 2023

صور من طرابلس سنة 1911

 صور من طرابلس سنة 1911 بعضها يعود إلى نهاية العهد العثماني في الشهور القليلة قبل اجتياح قوات الاحتلال الإيطالي، والعبض الآخر بعد دخول القوات الإيطالية.



















الخميس، 30 نوفمبر 2023

طابور الصباح في مدارسنا

 في الصباح الباكر ومع لسعات برد الخريف والشتاء اللاذعة يقف الأطفال في طوابير تشبه إلى حد كبير طوابير المساجين لإجبارهم على القيام بتمرينات هزيلة لم توضع من قبل متخصصين في البناء الجسدي ولم تفلح طيلة عقود في إعطاء الأجيال بنية رياضية سليمة، وحتى حصص الرياضة في أفضل حالاتها يتم فيها إطلاق سراح التلاميذ في الساحة ليجدوا (حكة بيبسي) تعيسة ليقوموا بترقيتها إلى مرتبة كرة قدم،  وعلى نغمة صيحات (بعض) معلمات الرياضة يتظاهر التلاميذ بأداء تلك التمرينات الغبية وأغلبهم مازال الكرى يداعب عينيه نصف المقفلتين، يتبع ذلك ما يشبه عملية غسيل لأمخاخهم الطرية الصغيرة بإجبارهم على تحية علم لا يعرفون حتى رمزيته ويرددون تعهدات بحماية البلد وحاكمهم المظفر الذي تسري في عروقه دماء زرقاء توارثها تالدا عن تالد وحين يشبون قليلا عن الطوق يصفعهم الواقع المر بأن أغلب جيلهم ذو بنية كأنها لم تمر عليها الرياضة قط ولو مرور الكرام، وبأن كثيرا ممن تعهدوا بالولاء للوطن في طابور الصباح صاروا لصوصه بامتياز بعدما أتوا على الأخضر واليابس فيه وحتى على الأزرق، وبأن من اجتهد في الدراسة لم يجد وظيفة تسد رمقه الا بشق الأنفس وبأن من كان خائبا وبليدا صار من كبار أصحاب الأعمال وبأن ذلك الحاكم الذي تعلموا في طابور الصباح أنه هو من يحميهم تبين لهم أنه من يستعبدهم ويحثهم على تحمل الظروف في حين يعيش هو وحاشيته عيشة الاكاسرة والقياصرة.

في امريكا وأغلب دول العالم المتقدم لا يوجد في مدارسهم شيء اسمه طابور الصباح ولا تمارين الصباح ولا تمجيد لحاكم، ولكن توجد حصص رياضة حقيقية يتخرج منها كبار الرياضيين على مستوى الدولة، والتلميذ يتعلم حب الوطن والولاء له من تلقاء نفسه عندما يرى اثر نعمة الوطن على حياته وأسلوب عيشة، وعندما يكبر يتعلم أن لا قدسية لحاكم يكيل له المدح والتطبيل صباحا مساءً.

لدى العرب وزارات تعليم وتربية لم تنل من اسمها الجميل شيئا، فلا هي علمت الاجيال تعليما صحيحا ولا هي أفلحت في تربيتهم، فخرجت أجيال لا تقيم للأخلاق وزنا، ولا لاحترام الكبير قدرا، وكأن لديها دافعا مازوكيا في قرارة نفسها يدفعها دفعا الى تدمير الذات.

هذا واقعنا البائس بكل أسف واعذروني على الإطالة.