‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين وحكمة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين وحكمة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 13 يناير 2025

من جماليات اللغة العربية, ذلك, ذلكِ، تلك، تلكما، تلكم

من جماليات اللغة العربية المنسية التي أهملها عامّة الناس، الإفراد والتثنية والجمع في أسماء الإشارة، فتكون الصيغة مناسبة للمخاطب بصرف النظر عن المشار إليه، وكأمثلة على ذلك من القرآن الكريم قوله عز وجل:

قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ آل عمران


قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ‎﴿٢١﴾‏ مريم

فهنا (كذلكِ) للمخاطب المؤنث.

وقوله عز من قائل:

فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ‎﴿٢٢﴾‏ الأعراف

وهنا (تلكما) للمخاطب المثنى. 

وفي قوله تعالى:
قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ۚ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ‎﴿٣٧﴾ يوسف

أتت هنا (ذلكما) للمخاطب المثنى.

وفي قوله تعالى: 

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ‎﴿٤٣﴾‏ الأعراف

 (فهنا (تلكم) للمخاطب الجمع

أما في قوله جل وعلا:

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥﴾‏ الفتح

وهنا أيضاً (كذلكم) للمخاطب الجمع

 

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

كتاب فتح العزيز الغفار في الرد على كامل النجار

 

كتاب فَتْحُ العَزِيزِ الغفارِ فِي الردِّ عَلَى كَامِل النَجّار هو كتاب للرد على أباطيل كاتب ملحد يُدعى كامل النجار له مؤلفات ومحاضرات للطعن في الإسلام وفي الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ويقوم الكتاب باقتباس شبهات النجار والرد عليها بالحجج العلمية والمنطقية والتاريخية.

المؤلف: عبدالباسط ابوالقاسم الغماري

عدد الصفحات: 141

صيفة الكتاب:  PDF

الحجم: 7.29 ميغا بايت


رابط التحميل والقراءة

انقر هنا


 

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023

حكم صلاة الرجل بالقميص الداخلي الصيفي

 جواب دار الإفتاء الليبية عن حكم صلاة الرجل بالقميص الداخلي الصيفي الذي يسمى في ليبيا باسم (كاناتيرا)

السؤال

السلام عليكم، قرات فتوى في أحد المواقع على النت أن الصلاة بالقميص الداخلي المعروف عندنا باسم (كاناتيرا) لا تجوز لأنها تكشف الكتفين بناء على قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء". 

فهل تدخل الكاناتيرا تحت هذا الحكم؟

إجابة دار الإفتاء الليبية

مكروه  فالكتفان أولاً هما المنكبان، والعاتق ما بين المنكب إلى أصل العنق فهو موضع الرداء من الرقبة. وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى صحة الصلاة بدون ستر المنكبين أو العاتقين، وحملوا النهي الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء. حملوه على الكراهة لا على التحريم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: وإن كان ضيقاً فاتزر به. رواه البخاري . ولأن المنكبين والعاتقين ليسا من العورة.


الأربعاء، 28 يونيو 2023

حكم ذبح الأضحية قبل صلاة العيد او قبل ذبح الإمام

 من فتاوى الشيخ نادر العمراني - رحمه الله س

ألني بعض الإخوة: 

هل جاء في السنة ما يدل على ذبح الناس بعد الامام؟

والجواب: الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛

جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بالمدينة، فتقدم رجال فنحروا، وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نحر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان نحر قبله أن يعيد بنحر آخر، ولا ينحروا حتى ينحر النبي صلى الله عليه وسلم.

واستدل بهذا الحديث الإمام مالك على أن ذبح الأضحية لا يكون إلاَّ بعد ذبح الإمام ولا يكتفى بانتهائه من الصلاة.

وذهب الجمهور إلى أنَّه يشرع الذبح بعد صلاة الإمام، ولا يشترط انتظاره حتى يذبح أضحيته؛ لما ثبت في الصحيحين من حديث جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال: ضحينا مع رسول الله أضحية ذات يوم، فإذا أناس قد ذبحوا ضحاياهم قبل الصلاة، فلما انصرف رآهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد ذبحوا قبل الصلاة فقال: "من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى، ومن كان لم يذبح حتى صلينا فليذبح على اسم الله".

فاكتفى بذكر الصلاة ولم يذكر الذبح.

والأحوط للمسلم أن يذبح بعد ذبح الإمام، ولهذا ينبغي للأئمة أن يسرعوا في ذبح ضحاياهم حتى لا يسبقهم بعض المتعجلين من المسلمين.



الجمعة، 14 أبريل 2023

التعامل مع المسائل الخلافية الاجتهادية ومنها زكاة الفطر لفضيلة الشيخ محمود بن موسى

نصحية منهجية من محب للجميع

التعامل مع المسائل الخلافية الاجتهادية ومنها زكاة الفطر لفضيلة الشيخ محمود بن موسى  

ذكرتُ في المنشور  السابق ما يتعلق بمسألة التعامل مع المسائل الخلافية الاجتهادية ومنها زكاة الفطر وما اعتراها من غلوٍ، وتعصبٍ، ولغطٍ، وشططٍ !!!


وقلت : وللإنصاف وإحقاق الحق أقول : إن هؤلاء الذين تعاملوا معها بغلوٍ معذورون من وجه، وغير معذورين من وجه آخر .


أما عدم إعذارهم فمن جهة كونهم يتكلمون بجرأة، ويجادلون بجهالة، ويخوضون بتسفيه، ويناقشون ويردون بتعصب وفوضوية، هداهم الله . 

مع أن فرضهم و الواجب عليهم، - كونهم مقلدين- أن يعملوا بقول مقلدهم ويسكتوا، فليس للمقلد - وأَنَّى له - أن يتكلم ويناظر ويجادل ويستدل !!!  ..


قال الإمام ابن عبد البر - رحمه الله - " أجمعَ الناس على أن المقلد ليس معدودًا من أهل العلم، وأن العلم معرفة الحق بدليله".


وقد حُكى الإجماع على أن المقلد لايصح منه الاستدلال بالكتاب العزيز، السنة المطهرة، لفقده شرط أهلية النظر .


فيكفي المقلد أن ينقل كلام من قلده، ويحكي قوله وفتواه ولايزيد، أما أن يجادل، ويناظر، وينافح، بل يخاصم، وينازع، ويُسَفِّه، ويُجهِّل، ويُبَدِّع، ويُضَلِّل، ويبطل عبادات الناس، فهذه من الدواهي، وهذا مُتَجَاوِزٌ لحدوده، عاصٍ لربه،  آثم بلاريب، ولاشك؛ والله المستعان .


وأما وجه كونهم معذورين - عندي - فمن جهة أن كثيرًا من العلماء الأجلاء، والشيوخ الفضلاء -عفا الله عنهم - تسببوا في هذا الأمر من حيث لم يقصدوا، ولم يعلموا أن مقلديهم، ومحبيهم = سيحدثون هذه الفوضى، وينشرون هذه الفتنة؛ ويقعون في هذا الغلو، والشطط، والولاء والبراء، والإلزام في مسائل اجتهادية ومنها  زكاة الفطر-  بناء على كلامهم واجتهادهم وفتاواهم .


ففي نظري أن كثيرًا من هؤلاء العلماء الفضلاء -رحمهم الله- تسببت بعضُ فتاويهم، وطرائق استدلالهم، في هذا الأمر وغيره؛  وذلك بواقع تعاملهم مع المسألة من الناحية الإفتائية الاستدلاليه فقط، دون الاهتمام والعناية - في نفس الوقت - بالناحية التأصيلية والتربوية، فكانوا يُبَيِّنُونَ القولَ الراجحَ - عندهم- وفي نظرهم واجتهادهم، مع بيان دليلهم بنوع شدةٍ وقوةٍ في ترجيحهم، وتقريرهم، واستدلالهم، تبعا لقناعتهم، ولم يتكلموا عن المسألة بتأصيلها الشرعي من حيثُ مرتبتُها، وبيانُ الخلافِ فيها، وذكرُ القائلينّ بها، وأدلهُ كلِ قولٍ علىَ وجهِ التفصيلِ، وهلْ هيَ منْ المسائلِ الفقهيةِ الاجتهاديِة التي لا يجوزُ الإلزامُ بها، أم أنها من المسائلِ القطعيةِ التي لا يسعُ أحداً مخالفتُها، ويُعَدُّ المُخالفُ فيهاَ عاصيًا، مستحقًا للذمِ والعقوبةِ، والوصم بمخالفة السنة .


فترتب على ذلك أن المتلقي عنهم، والآخذ لفتاواهم  يفهم متوهمًا، ويعتقد غالطًا ، أن ما قرروه وذكروه في المسالة هو  الحق الآحادي المبين، وأن خلافه معصية لرب العالمين، وابتداع في الدين، ومخالف لسنة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم -  . 


لعدم إدراكهم الفرق بين الحكم التنظيري الاستدلالي،


والحكم التنزيلي التطبيقي على الأعيان في المسائل الاجتهادية التي يكون الخلاف فيها معتبرًا  .


وأنا أجزم أن هؤلاء العلماء - رحمهم الله - ما قصدوا هذا، ولو علموا ما سيحدثه الناس - من بعدهم - بأقاويلهم وفتاويهم واجتهاداتهم، وما سيتعاملون به في هذه المسائل #الخلافية_الاجتهادية، لما كان هذا خِطَابَهُمْ، ولما كانت هذه طريقةَ عرضهم للمسائل، ولما خرجت فتاواهم على هذا النمط والنسق الإلزامي .

 


لاسيما وأن لهؤلاء العلماء كلمات وتوجيهات منهجية، وفتاوى وتقريرات تفصيلية أخرى يقررون فيها ذمَ الغلوِ، وإنكارَ التعصبِ للرجالِ، والمنعَ من الإلزامِ بالآراءِ والأقوالِ الاجتهاديةِ، ووجوبَ التعاملِ مع المسائلِ الفقهيةِ الخلافيةِ الاجتهاديةِوالدلائلِ الظنيةِ بإنزالِها منزلتِها، ومعرفةِ مرتبتِها، والاعتدالِ والتوسطِ في تناولِها وبيانِها، والموقفِ من المخالفِ فيها  .  


وذلك عملاً بالأصل الشرعي، والمنهج الاستدلالي، و أن ( المسائل الاجتهادية ليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلمُ بالحججِ العلميةِ، فمَنْ تَبيّن لهُ صحةُ أحدِ القولينِ تَبِعَه ومَنْ قَلَّدَ أهلَ القولِ الآخرِ فلاَ إنكارَ عليهِ.) انتهى من "مجموع الفتاوى لابن تيمية" {48/ 30}


 ومنْ خالفَ هذا الأصلَ، وتشدَّدَ وأنكرَ وأَلزمَ فقدْ نادىَ علىَ نفسهِ بالجهلِ .


ومنْ بابِ أنهُ بالمثالِ يتضحُ المقالُ سأذكر مثالين واضحين لبعض شيوخنا الكرام .


المثال الأول لشيخنا العلاَّمة العثيمين - رحمه الله - وهو ممن يرى وجوب إخراجها طعامًا، ويفتي بعدم جواز وإِجْزَاءِ النقود، ويرى أنه لا يجوز أن تدفع زكاة الفطر نقودًا  .


بل ويستدلُ علىَ عدمِ إجزائِها، وأنها لاتبرأُ الذمةُ بها، بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ‏"‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏"‏‏. !!! 


ولاشك - عندي- أن كلام شيخنا واستدلاله محل نظر ونقاش وتأمل .


وكلامه هذا، هو الذي قصدُته آنفًا بكلامي عن تقرير المسألة  بنوع شدةٍ وقوةٍ في ترجيحهم، وتقريرهم، واستدلالهم؛ واستعمالهم لبعض الأساليب، التي ترتب عليها فهم المتلقي، واعتقاده  أنها الحق المبين، وأن القول الآخر باطل بيقين !!! 


ولإثبات ما ذكرته آنفًا من التفريق بين التنظير والتدليل والإفتاء على وجه العموم، وبين التنزيل والتطبيق والحكم على الأعيان  فإنه - رحمه الله - سئل عن شخصٍ كان يخرج زكاة الفطر نقداً، آخذاً بقول علماء بلده … ؟ 


فأجاب بقوله :  "  كل من فعل شيئاً بفتوى عالم، أو باتباع علماء بلده، فلا شيء عليه  " انتهى من "لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم 191، سؤال رقم/19) .


يعني وإن كان شيخنا العثيمينُ يرى عدمَ صحتِها نظريًا وإفتائيًا،  فإن زكاته صحيحة على قول الذي أفتاه .  


وهذا يشبه فتواه بصحة صلاة من يرى ويفتي بعدم نقض الوضوء بأكل لحم الجزور، مع أنه هو  ممن يفتي ويرى انتقاض وضوئه، وبطلان صلاته .


وقد سئل شيخنا العثيمين سؤالاً آخر عن " تصرف الهيئة المشكلة لتقدير زكاة الثمار_بدراهم  . "  

فأجاب - رحمه الله - بقوله : ( سؤالكم عن تصرف الهيئة المشكلة لتقدير زكاة الثمار بدراهم، وكل نوع على حدة، إلخ ما ذكرتم.


نفيدكم أولاً : أن ولاة الأمور إذا رأوا المصلحة في شيء لا يخالف الشريعة فإن طاعتهم واجبة…


ثانيًا : ...


ثالثًا : وأما أخذ الدراهم عن التمر ففيه مصلحة_كبيرة للفقراء؛ لأنه أنفع لهم، وأرغب إليهم، ولقد مضت السنوات السابقة والتمور المقبوضة زكاة في المخازن لم يستفد منها أحد حتى فسدت!، وقد علم الناس كلهم قلة رغبة الناس في التمر هذه السنين، فكيف تطيب نفس الفلاح، أو أهل الأصل أن يبيعوا تمورهم بدراهم ثم يخرجوا زكاتها من التمر، وربما يكون من نوع لا يساوي زكاة النوع الجيد.


 وعليه فإخراج الدراهم فيه فائدة لرب المال من الفلاحين وأهل الأصل، وهي تيقن إبراء ذممهم وخروجهم من العهدة. 


وإجزاء القيمة عن الزكاة هو مذهب أبي حنيفة، ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل  رحمهما الله، وعنه رواية أخرى يجزىء للحاجة. 


وذكر بعضهم رواية أخرى يجزىء للمصلحة، هذا معنى ما قاله في الفروع (ص 365 ج 2 ط آل ثاني ) . 


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ص 28، 38 ج 52 لابن القاسم ) : وأما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة  أو العدل فلا بأس به، 


رابعا: ...


هذا ما لزم، والله يحفظكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ) كتبه محمد الصالح العثيمين في 17/3/1420 هـ. انتهى مختصرًا من { مجموع فتاوى ورسائل العثيمين} (18/ 66)


 المثال الثاني لشيخنا العلاَّمة الألباني - رحمه الله -  فإنه كان شديدًا في تقرير هذه المسألة ..


فقد قال عمن رأي جواز إخراج القيمة : ( حينما يأتي إنسان ويقول : نخرج القيمة هذا أنفع للفقير، هذا يخطئ مرتين، المرة الأولى أنه خالف النص، والقضية تعبدية، هذا أقل ما يقال.


لكن الناحية الثانية خطيرة جدًا لأنها تعني أن الشارع الحكيم ألا وهو رب العالمين حينما أوحى إلى نبيه الكريم أن يفرض على الأمة إطعام صاع من هذه الأطعمة ليس داري هو ولا عارف مصلحة الفقراء والمساكين، كما عرف هؤلاء الذين يزعمون بأن إخراج القيمة أفضل …) سلسلة الهدى والنور { 274 }


ولاشك - عندي- أن كلام شيخنا واستدلاله محل نظر ونقاش وتأمل .


وكلامه هذا، هو الذي قصدُته آنفًا بكلامي عن تقرير المسألة بنوع شدةٍ وقوةٍ في ترجيحهم، وتقريرهم، واستدلالهم ، ترتب عليه فهم المتلقي، واعتقاده أنها الحق المبين، وأن القول الآخر باطل بيقين !!! 


ولإثبات ما ذكرته آنفًا من التفريق بين التنظير والإفتاء على وجه العموم، وبين التنزيل والتطبيق والحكم على الأعيان ، وأن المسألة اجتهادية تتغيَّر في الأقوال والاجتهادات من حين لآخر 


فإن لشيخنا الألباني فتوى قديمة ﺳﺌﻞ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ-  : ﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻗﻴﻤﺔ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻬﺎ؟

ﻓﺄﺟﺎﺏ : (( ﻫﺬﺍ ﻻﺷﻚَّ ﻳﺠﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ_ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺑﻴﺌﺎﺕ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ؛ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﻻ ﻳﻄﺤﻨﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻄﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪّﻕ ﻗﻤﺤًﺎ ﺃﻭ ﺷﻌﻴﺮًﺍ، ﻓﺈﻧَّﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻭﺳﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻌﻪ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺷﺮﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺁﺫﻳﻨﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﺳﺒﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺮﺗﻴﻦ!!؛ 

ﻣﺮَّﺓ ﺣﻴﻦ ﺑﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻓﺈﻧَّﻪ ﺳﻴﺨﺴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻣﺮَّﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻳﺘﺄﺫﻯ .


ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻳﺪﺭﻯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳُﻌﺮﻑ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﻓﻨﻘﻮﻝ : ﻫﻜﺬﺍ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ !! ، 


ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻓﻼﺷﻚَّ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ؛ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ  ﺗﺘﻀﺮﺭ ﺇﺫﺍﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺃﻋﻴﺎﻥ، 


ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ : ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺣﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺯ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ )

[ ﺍﻟﺤﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺝ 1 ﺹ 332 ‏]


وأخيرًا أقول: ليس المقصود أصالة من هذا المقال بيان حكم إخراج زكاة الفطر طعامًا أو نقودًا، وإنما المقصود والمراد تقرير أن المسألة  خلافية اجتهادية، وأن الخلاف فيها معتبر، وأن الواجب فيها العمل بما تطمئن إليه النفس، ويعتقد المسلم أنه أقرب للحق، وأرضى للرب تعالى .


 فانتهوا ياقومنا من هذا الشقاق، واتركوا هذا الغلو " فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " 

 واحذروا الغلو كله فإنه مذموم، ومناقض للشرع، والعقل، والفطرة، وحسن الخلق؛


و قد كنا قديمًا نشتكي من الغلو في التكفير، وها نحن اليوم نشتكي من الغلو في التجريح والترجيح !!!


فالغلو والتعصب والحزبية أمورٌ مركوزة في العقل الإنساني بشكل عام إلا من رحم الله تعالى، وأراد بهم خيرًا، فألهم رشدهم، ووقاهم شرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم . 


هدانا الله لأقرب من هذا رشدا، وأصلح بالنا، وجمع شتاتنا، وجعلنا هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


كتبه ناصحًا : محمود بن موسى

الأحد، 29 يناير 2023

المفلس يوم القيامة

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ .


يقول الشيخ محمد راتب النابلسي :

هذا حديث خطير ، المفلس من صلى وصام وزكى وهو مفلس ، شتم هذا ، قذف هذا ، أكل مال هذا ، سفك دم هذا ، ضرب هذا ، ماذا يملك هذا المفلس ؟ يملك هذه الأعمال، يعطى هذا من حسناته وليس معه أموال ، رأس ماله بعض الحسنات ، له سيئات وحسنات ، كيف يقضى بالسيئات؟ يعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار .



 لما النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه أتدرون من المفلس ؟ معنى أتدرون من الدراية والدراية العلم ببواطن الأمور ، فلان من أولي الدراية ، أتدرون أي أتعلمون من هو المفلس حقيقةً ؟ هذا يؤكد قول سيدنا علي كرم الله وجهه : " الغنى والفقر بعد العرض على الله "

 هم حينما سئلوا هذا السؤال أجابوا إجابةٍ من خلال خبراتهم ، المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، المتاع كل شيء تنتفع به في الدنيا ، فالدابة متاع ، والبيت متاع ، والسرير متاع ، والثياب متاع ، الحاجات إما عندك الحاجات أو عندك قيم الحاجات ، الحاجات هي المفروشات ، الألبسة ، البيوت، الطعام ، الشراب ، المؤونة ، أو قيم الحاجات التي هي المال ، هذا المفلس بنظر أصحاب رسول الله ليس عنده لا درهم ولا متاع ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا ، لأن هذا المفلس ربما اغتنى في لحظة من اللحظات ، ربما أصاب مالاً فاشترى بيتاً ، واشترى مركبةً ، واشترى بستاناً .


((... قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلاةٍ وَزَكَاةٍ ))


[مسلم عن أبي هريرة]

 هو من المسلمين جاء بصلاة وصيام وزكاة ، هذا يؤكد أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال :


(( بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِة الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ))


[البخاري وابن خزيمة عن عبد الله بن عمر ]

 بني على خمس دعائم ، والدعائم بالتأكيد ليست هي الإسلام وإن كان الإسلام قد بني عليها ، الدعائم ليست هي الإسلام ، فهذا جاء بصلاة وصيام وزكاة لكنه لم يستقم على أمر الله ، وهذا يؤكد قول سيدنا عمر : من شاء صام ومن شاء صلى لكنها الاستقامة ، لأن الصلاة والصوم والحج والزكاة هذه عبادات قد يفعلها الإنسان وفي نفسه إخلاص لها ، وقد يفعلها نفاقاً ، لكن مركز الثقل هو أن ينضبط على أمر الله يأتي وقت :


(( وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا))

 أي اتهم امرأةً بأنها زانية وهي ليست كذلك ، وقد مرّ بنا أن : " قذف محصنةٍ يهدم عمل مئة سنة ، وَأَكَلَ مَالَ أي بطريقة من الطرق ، إذا أوهمته أن البضاعة من نوع معين ورفعت السعر ، الفرق هو فرق حرام ، هو دفع على أساس البضاعة أجنبية وهي ليست كذلك ، إذا أوهمته بالكمية أكبر ، بالنوعية أكبر ، بالمصدر ، الصنع من نوع معين ، إذا أوهمته أن هذه البضاعة لن تحصل عليها بعد اليوم ، وهذه فرصة العمر هذا أيضاً إيهام ، أي إيهام خلاف الواقع فهو نوع من الغش ، أو نوع من التغرير ، أو نوع من الغبن .


(( وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا ))

 طبعاً قتل ، وضرب ، وأكل المال ، وتحدث عن النساء ، وشتم ، يوم القيامة يعطى هذا من حسناته ، طبعاً هذا يبدو الذي يعنيه النبي عليه الصلاة والسلام خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، مادام هناك خلط أي معه حسنات ومعه سيئات ، كيف تحل هذه السيئات يوم القيامة ؟ أصحاب الحقوق عليه يأخذون من حسناته حتى يستوفوا حقوقهم ، لو أن حقوقهم لم تستوفَ بعد ماذا نفعل ؟ يطرح عليه من سيئاتهم ، عندئذٍ تذهب حسناته ويضاف إلى سيئاته سيئات ، عندئذٍ يطرح في النار رواه مسلم .

الخميس، 22 سبتمبر 2022

إسطوانة التوبة في المسجد النبوي الشريف

 

أسطوانة التوبة هي الأسطوانة الرابعة من المنبر، والثانية من القبر، والثالثة من القبلة، وتعرف بأسطوانة أبي لبابة وهو رفاعة بن عبد المنذر رضي الله عنه وهو أحد النقباء، وسميت بذلك لأن أبا لبابة لما استشاره بنو قريظة – وكان حليفاً لهم أينزلون على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم وأشار بيده الى حلقه-يعني الذبح- قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماي حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ونزل فيه قول الحق سبحانه وتعالى: ( يأيها الذين ءامنو لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمنتكم وانتم تعلمون) سورة الأنفال آية(27)  ولم يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم، بل ذهب الى المسجد، وربط نفسه في جذع في موضع أسطوانة التوبة-الآن- وحلف لا يحل نفسه ولا يحله أحد حتى يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تنزل توبته،



 فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره قال : أما لو جاءني لاستغفرت الله له، فأما إذ فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه، فأنزل الله توبته على رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرا ًفي بيت أم سلمة رضي الله عنها، فسمعته صلى الله عليه وسلم يضحك، فقالت: مايضحكك، أضحك الله سنك؟ قال: تيب على أبي لبابة، قالت ألا أبشره بذلك يا رسول الله؟ قال بلى إن شئت. فقامت على باب حجرتها-قبل أن يضرب عليهن الحجاب- فقالت: يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب الله عليك فعندئذ أراد المسلمون أن يطلقوه قال: لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده، فلما مر عليه خارجاً إلى صلاة الصبح أطلقه ولهذا سميت أسطوانة التوبة.

الشرح نقلا عن موقع بوابة الحرمين والصورة من غوغل

الاثنين، 19 سبتمبر 2022

لا حرج في قول كلمة مبروك

 الصحيح من حيث اللغة ، وكذا من حيث الاستعمال الشرعي أن يقال : " مبارك " ولا يقال : " مبروك " ؛ وذلك أن اسم المفعول من فاعل الرباعي هو مفاعل .

وقال في "القاموس المحيط" (ص 932):
" البَرَكَةُ : النَّماءُ والزيادةُ ، والسَّعادَةُ ، والتَّبْريكُ: الدُّعاءُ بها.
وبَريكٌ: مُبارَكٌ فيه ، وبارَكَ اللهُ لَكَ ، وفيكَ ، وعليكَ، وبارَكَكَ ، وبارِكْ على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ : أدِمْ له ما أعْطَيْته من التَّشْريفِ والكَرامَةِ ".
انتهى .
وقال في "المصباح المنير" (1/ 45):
" الْبَرَكَةُ : الزِّيَادَةُ وَالنَّمَاءُ ، وَبَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ فَهُوَ مُبَارَكٌ ، وَالْأَصْلُ مُبَارَكٌ فِيهِ " انتهى .
وقال تعالى : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) الأنعام/ 92 .
وقال عز وجل : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ) الدخان/ 3 .
وقال عن عيسى عليه السلام : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ) مريم/ 31 .
وروى البخاري أيضا (5458) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ :" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: ( الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ ، وَلاَ مُوَدَّعٍ ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا ) .

على أن الأمر في هذا من حيث استعمال الناس : واسع ، فليس هذا من الألفاظ التوقيفية التي ورد الشرع بالتزامها ، بل بأي لفظ أدى معنى الدعاء بالبركة ، مما تعارفه الناس : حصل المقصود ، ولا إنكار في ذلك ، حتى وإن كان لفظا ملحونا من حيث الصنعة اللغوية ، ما دام المعنى في ذلك واضحا لمن يستعمله .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم القول عند التهنئة " مبروك " مع ما يقال إنها مأخوذة من البروك ، كأن تقول برك الجمل وليست بمعنى مبارك الذي هو من البركة ؟
فأجاب : " اللفظة صالحة بأن تكون من البركة ، لأنه يقال هذا مبارك من الفعل الرباعي بارك ، ويقول هذا مبروك من برك ، ولكن العامة لا يريدون به إلا البركة وهو بمعنى مبارك في اللغة العرفية .." انتهى ، من "فتاوى إسلامية" (4/ 478) .

والحاصل :
أنه لا حرج في استعمال كلمة "مبروك" عند التهنئة ، والدعاء بالبركة ، ما دام الناس قد تعارفوا على ذلك ، ولا خطأ فيه أصلا ، من الناحية الشرعية ، فضلا عن أن يكون فادحا .

والله تعالى أعلم .  

المصدر موقع الإسلام سؤال وجواب بإشراف فضيلة الشيخ محمد المنجد




الثلاثاء، 21 يونيو 2022

قول دعاء مجرب

هناك خطأ منتشر بين الناس وهو قولهم (دعاء مجرب) . 

إن دعاء الله عز وجل ليس بالتجربة وإنما باليقين الكامل والإيمان الراسخ بالإجابة والتصديق الكامل بأنه حتى إن لم يتحقق المطلوب فهذا معناه أن الله عز وجل أراد لنا شيئا أفضل من تحقيق الإجابة سواء بدفع ضرر غير محسوس أو مضاعفة الأجر والثواب، وليس هناك شيء اسمه دعاء مجرب ومضمون للإجابة لأن حكمة الله عز وجل تتطلب تحقيق بعض أمانينا وحبس بعضها الآخر عنا أو تأخيرها وإن لم يتحقق المطلوب في بعض الأمور فهذا لا يعني أن هذا الدعاء تمت تجربته وتبين أنه غير نافع ، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام  (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)

 


 

 


الاثنين، 16 ديسمبر 2019

جواز كلمة مطر في الخير والعذاب

انتشرت في الآونة الأخيرة في النت رسالة تقول أنه لا يجوز قول كلمة مطر إلا إن كان عذابا ويجب قول "غيث" بدلا عن كلمة "مطر" مستدلين على ذلك بآيات كريمة منها:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [الأعراف: 84]،
  {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [الشعراء: 173]
  {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [النمل: 58 ]


وهذه الفتوى خاطئة وفيها تحميل الكلام على غير محمله، والصحيح أن المطر يطلق على  العذاب والخير ولا فرق في ذلك، وقد ثبت في السنة الصحيحة استعمالها للخير وهذه مجموعة من الأحاديث فيما يتعلق بهذا الشأن"

1-    مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ ، لا يعلمُها إلا اللهُ : لا يعلمُ ما تَغيضُ الأرحامُ إلا اللهُ ، ولا يعلمُ ما في غدٍ إلا اللهُ ، ولا يعلمُ متى يأتي المطرُ أحدٌ إلا اللهُ ، ولا تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموتُ إلا اللهُ ، ولا يعلمُ متى تقومُ الساعةُ إلا اللهُ

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 7379
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
2-    ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ضَاحِكًا حتى أَرَى منه لَهَوَاتِهِ ، إنمَّا كان يبتَسِمُ . قالت : وكان إذا رأَى غَيْمًا أو رِيحًا عُرِفَ في وَجْهِهِ ، قالتْ : يا رسولَ اللهِ ، إنَّ الناسَ إذَا رأَوْا الغيمَ فرِحوا ، رجاءَ أنْ يكونَ فيهِ المطَرُ ، وأَرَاكَ إذا رأيتَهُ عُرِفَ في وَجْهِكَ الكراهيَةُ ؟ فقالَ : ( يا عائشةُ ، ما يُؤَمَّنِّني أن يكونَ فيهِ عذابٌ ؟ عُذِّبَ قومٌ بالريحِ ، وقد رأَى قومٌ العذابَ ، فقالوا : هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4828
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
3-    أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا رأى المطرَ قال : صيِّبًا نافعًا .
الراوي:  عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1032
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
4-    أصابنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مطرٌ . قال : فحسَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثوبَه . حتى أصابه من المطرِ . فقلنا : يا رسولَ اللهِ ! لم صنعت هذا ؟ قال : ” لأنه حديثُ عهدٍ بربِّه تعالى ” .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 898
خلاصة حكم المحدث: صحيح
5-    كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا كان يومُ الريحِ والغَيمِ ، عُرف ذلك في وجهِه ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرتْ ، سُرَّ به ، وذهب عنه ذلك . قالت عائشةُ : فسألتُه . فقال : ” إني خشيتُ أن يكون عذابًا سُلِّط على أُمتي ” . ويقول ، إذا رأى المطرَ ” رحمةٌ ” .
الراوي:  عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 899
خلاصة حكم المحدث: صحيح
6-    قُلْنا يا رسولَ اللهِ ما كان يَتَخَوَّفُ القومُ حيثُ كانوا يقولونَ إذا أشْرَفوا علَى المدينةِ اجعل لنا فيها رِزْقًا وقرارً قال كانوا يَتَخَوَّفونَ جَوْرَ الولاةِ وقُحوطَ المطرِ
الراوي: +% أبو هريرة المحدث: ابن القطان – المصدر: أحكام النظر – الصفحة أو الرقم: 423
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
7-    أنه شَهِدَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ في يومِ الجمعَةِ وأَصَابَهُمْ المطَرُ ، لم تَبْتَلَّ أسفلُ نعالِهم ، فأَمَرَهُمْ أنْ يُصَلُّوا في رحالِهم
الراوي:  أسامة بن عمير الهذلي والد أبي المليح المحدث: النووي – المصدر: الخلاصة – الصفحة أو الرقم: 2/657
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
8-    عن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّه دخلَ المسجدَ فإذا ميزابٌ للعبَّاسِ شارِعٌ في مسجدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسيلُ ماءُ المطرِ منه في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عمرُ بيدِهِ فقلَعهُ الميزابُ فقال هذا الميزابُ يسيلُ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له العبَّاسُ والَّذي بعثَ محمَّدًا بالحقِّ إنَّه هو الَّذي وضعَ هذا الميزابَ في هذا المكانِ ونزعْتَهُ أنت يا عمرُ فقال عمرُ ضَعْ رِجليكَ على عنُقي لتردَّهُ إلى ما كان ففعَلَ ذلك العبَّاسُ
الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث: ابن الملقن – المصدر: تحفة المحتاج – الصفحة أو الرقم: 2/459
خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]
9-    مثلُ أُمَّتِي مثلُ المطرِ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أم آخرِه
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: ابن كثير – المصدر: تفسير القرآن – الصفحة أو الرقم: 7/493
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
10-     مرَّ أُبَيٌّ على أبي هريرة فقال أينَ تُريدُ قال غُنَيْمَةً لِي قال نعم امْسَحْ رِغَامَها وأَطِبْ مَرَاحَها وصَلِّ في جانِبِ مراحِها فإِنَّها من دوابِّ الجنةِ وائْتَنِسْ بها فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إنَّها أرضٌ قَلِيلَةُ المطرِ يعني المدينةَ
الراوي: +%أبو هريرة المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 4/68
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
11-     ثِنتانِ لا تُردَّانِ الدُّعاءُ عندَ النِّداءِ وعندَ البأسِ حينَ يُلحِمُ بعضُهم بعضًا ويُروى وتحتَ المطرِ
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: تخريج مشكاة المصابيح – الصفحة أو الرقم: 1/321
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
12-     ولا مَنَع قومٌ قطُّ الزكاةَ إلا حبَس اللهُ – تعالَى – عنهم ( المطَرَ )
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: المطالب العالية – الصفحة أو الرقم: 1/375
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
13-     قال ربكم : لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، و لأطلعت عليهم الشمس بالنهار، و لما أسمعتهم صوت الرعد
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 6071
خلاصة حكم المحدث: صحيح
14-     جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ استسقِ اللَّهَ فرفعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يديْهِ فقالَ اللَّهمَّ اسقِنا غيثًا مَريئًا مَريعًا طَبَقًا عاجلًا غيرَ رائثٍ نافعًا غيرَ ضارٍّ قالَ فما جَمَّعوا حتَّى أُجيبوا قالَ فأتوْهُ فشَكوا إليْهِ المطرَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ تَهدَّمتِ البيوتُ فقالَ اللَّهمَّ حوالَينا ولا علَينا قالَ فجعلَ السَّحابُ ينقَطعُ يمينًا وشمالًا
الراوي: كعب بن مرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 1055
خلاصة حكم المحدث: صحيح
15-     قحَط المطرُ علَى عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فسألْناه أن يستقيَ لنا فاستقى فغَدا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فإذا هو بقومٍ يتحدثونَ يقولونَ سُقينا بنَجمِ كذا وكذا فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ما أنعمَ اللهُ على قومٍ نعمةً إلا أصبَحوا بها كافرينَ
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 7/85
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
16-     جاءهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ فقال اسْتَسْقِ اللهَ لمُضَرَ قال فقال إنكَ لجريٌء ألِمُضَرَ قال يا رسولَ اللهِ استنصرتَ اللهَ عزَّ وجلَّ فنصركَ ودعوتَ اللهَ عزَّ وجلَّ فأجابكَ قال فرفعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يديْهِ يقولُ اللهمَّ اسْقِنَا غيثًا مُغيثًا مريئًا طَبَقًا غدقًا عاجلًا غيرَ رائثٍ نافعًا غيرَ ضارٍّ قال فأُحْيُوا قال فما لبثوا أن أَتَوْهُ فشكَوا إليهِ كثرةَ المطرِ فقالوا قد تهدَّمَتِ البيوتُ قال فرفعَ يديْهِ وقال اللهمَّ حَواليْنَا ولا علينا قال فجعلَ السحابُ يتقطَّعُ يمينًا وشمالًا
الراوي: كعب بن مرة المحدث: الألباني – المصدر: إرواء الغليل – الصفحة أو الرقم: 2/145
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين
17-     أنَّ ابنَ عمرَ كان إذا جمع الأمراءَ بينَ المغربِ والعشاءِ في المطرِ جمع معَهم
الراوي: نافع مولى ابن عمر المحدث: الألباني – المصدر: إرواء الغليل – الصفحة أو الرقم: 583
خلاصة حكم المحدث: صحيح
18-     إنكم شَكَوْتُمْ جَدْبَ ديارِكم ، واستِئْخَارَ المطرِ عن إِبَّانِ زمانِه عنكم ، وقد أمركم اللهُ سبحانه أن تَدْعُوهُ ، ووعدكم أن يستجيبَ لكم ، ثم قال : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . لا إله إلا اللهُ ، يفعلُ ما يريدُ ، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت ، أنت الغنيُّ ، ونحن الفقراءُ ، أَنْزِلْ علينا الغيثَ ، واجعل ما أنزلتَ لنا قوةً وبلاغًا إلى حِينٍ . ثم رفع يَدَيْهِ ، فلم يَزَلْ في الرَّفْعِ حتى بدا بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ، ثم حَوَّلَ إلى الناسِ ظهرَه ، وقَلَبَ أو حَوَّلَ رداءَه ، وهو رافِعٌ يَدَيْهِ ، ثم أَقْبَلَ على الناسِ ، ونزل فصلى ركعتينِ ، فأنشأ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سَحَابَةً ، فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ ، ثم أَمْطَرَتْ بإذنِ اللهِ تعالى ، فلم يَأْتِ مَسْجِدَهُ حتى سالت السيولُ ، فلما رأى سُرْعَتَهُم إلى الْكِنِّ ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجِذُه ، فقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، وإني عبدُ اللهِ ورسولُه
الراوي: +%عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني – المصدر: الكلم الطيب – الصفحة أو الرقم: 153
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
19-     اطلبوا إجابةَ الدعاءِ عندَ التقاءِ الجيوشِ ، وإقامةِ الصلاةِ ، ونزولِ المطر
الراوي: مكحول المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 1469
خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده
20-     عن ابنِ عمرَ ؛ أنَّهُ نادى بالصلاةِ في ليلةٍ ذاتِ بردٍ وريحٍ ومطرٍ . فقال في آخرِ ندائِه : ألا صلُّوا في رحالكم . ألا صلُّوا في الرِّحالِ . ثم قال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يأمرُ المؤذنَ ، إذا كانت ليلةً باردةً أو ذاتِ مطرٍ ، في السفرِ ، أن يقول : ألا صلُّوا في رِحالكم . وفي روايةٍ : ألا صلُّوا في رِحالِكم . ولم يُعِدْ ، ثانية : ألا صلُّوا في الرِّحالِ ، من قولِ ابنِ عمرَ .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 697
خلاصة حكم المحدث: صحيح
21-     خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الحديبيةِ ، فأصابَنا مطرٌ ذاتَ ليلةٍ ، فصلى لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبحِ ، ثم أقبلَ علينا، فقال : أتدرون ماذا قال ربُّكم ؟ قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . فقال : قال اللهُ : أصبَحَ مِن عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ بي ، فأما مَن قال : مُطِرْنا برحمةِ اللهِ وبرزقِ اللهِ وبفضلِ اللهِ ؛ فهو مؤمنٌ بي ، كافرٌ بالكوكبِ . وأما مَن قال : مُطِرْنا بنجمِ كذا وكذا ، فهو مؤمنٌ بالكوكبِ كافرٌ بي.
الراوي:  زيد بن خالد الجهني المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4147
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
22-     مُطِرَ النَّاسُ على عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أصبحَ منَ النَّاسِ شاكرٌ ومنهم كافرٌ قالوا هذهِ رحمةُ اللَّهِ وقالَ بعضُهم لقد صدقَ نوءُ كذا وكذا قالَ فنزلت هذهِ الآيةُ { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } حتَّى بلغَ { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } [ الواقعة / آية 75 – 82 ] .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 73
خلاصة حكم المحدث: صحيح
23-     جمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين الظهرِ والعصرِ ، والمغربِ والعشاءِ ، بالمدينةِ . في غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ . ( في حديثِ وكيعٍ ) قال قلتُ لابنِ عباسٍ : لم فَعَلَ ذلك ؟ قال : كي لا يُحْرِجَ أُمَّتَه . وفي حديثِ أبي معاويةَ ، قيل لابنِ عباسٍ : ما أراد إلى ذلك ؟ قال : أراد أن لا يُحْرِجَ أُمَّتَه .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 705
خلاصة حكم المحدث: صحيح
24-     كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأمرُ المؤذنَ ، إذا كانت ليلةً باردةً ذاتِ مطرٍ ، يقول : ألا صلُّوا في الرِّحالِ .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 697
خلاصة حكم المحدث: صحيح
25-     إقامةُ حدٍّ من حدودِ اللهِ خيرٌ من مطرِ أربعين ليلةً في بلادِ اللهِ
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 3/244
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
26-     إنَّ السَّنةَ ليس بأن لا يكون فيها مطرٌ ولكن السَّنةَ أن يُمطرَ الناسُ ولا تنبتَ الأرضُ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 5/38
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
27-     كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في سفَرٍ، فأصابنا مطرٌ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم: من شاءَ فليصلِّ في رَحلِهِ
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 409
خلاصة حكم المحدث: صحيح

منقول

الثلاثاء، 14 مايو 2019

قبر النبي صلى الله عليه وسلم وترتيب قبري صاحبيه رضي الله عنهما بجانبه

مجسم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما قمت بإضافة شرح بسيط عليه للموضع الذي يقف فيه الزائر.
اللهم احشرنا معه وارزقنا شفاعته يوم القيامة وأكرمنا بجواره في الفردوس الأعلى


الخميس، 20 سبتمبر 2018

موقع رائع للبحث عن اي كلمة في القران الكريم و نسخ الايات بطريقة صحيحة

موقع رائع جدا يتيح لك البحث عن أي كلمة في القرآن الكريم و إظهار النتيجة في كل الآيات التي فيها الكلمة مع إمكانية نسخها بالتشكيل و إمكانية الإستماع إلى قراءتها بصوت عدة مشايخ و هو مفيد جدا لمن يريد كتابة آيات في بحث أو موضوع بطريقة صحيحة خالية من الخطأ
جزى الله خيرا القائمين عليه

رابط الموقع

ملاحظة / عند نسخ آيات إلى برنامج الوورد إن ظهرت لك الآيات 
غير مرتبة بطريقة صحيح عدل وضعية ( من اليمين إلى اليسار )
 في أعلى أيقونات الوورد

الجمعة، 30 مارس 2018

هل يجوز اكل ذبيحة أهل الكتاب ؟

السؤال:
أنا أعلم أن التسمية عند ذبح ما يؤكل من الحيوان لازمة وأنه لا يجوز الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه ولكن في بعض الأحيان يضطر الفرد المسلم للسفر إلى بلاد غير مسلمة والبقاء هناك لسنوات للعمل أو الدراسة فهل يمتنع نهائيا عن أكل اللحوم طيلة هذه المدة أم يعتبر في هذه الحالة من المضطر أن يأكل اللحم أم أنه يجزئه التسمية عند وقت الأكل؟
تم النشر بتاريخ: 2007-01-01

الجواب من موقع الاسلام سؤال و جواب باشراف فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد 
الحمد لله
أولا :
التسمية شرط لحل الذبيحة ، لا تسقط سهوا ولا جهلا ، على الراجح من أقوال أهل العلم ، وانظر السؤال رقم : (85669)
ثانيا :
تحل ذبيحة الكتابي (اليهودي والنصراني) بشرطين :
الأول : أن يذبح الذبيحة كما يذبحها المسلم ، فيقطع الحلقوم والمريء ، وينهر الدم ، فإن كان يقتلها بالخنق أو الصعق الكهربائي أو الإغراق في الماء ، فلا تحل ذبيحته ، وكذلك المسلم لو فعل ذلك ، لم تحل ذبيحته .
الثاني : ألا يذكر عليها اسم غير الله تعالى ، كاسم المسيح أو غيره ؛ لقوله تعالى : ( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ) الأنعام/121 ، وقوله في المحرمات : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ) البقرة/173 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والمراد به هنا ما ذكر عليه اسم غير الله عند ذبحه ، مثل أن يقول : " باسم المسيح " ، أو " باسم محمد " ، أو " باسم جبريل " ، أو " باسم اللات " ، ونحو ذلك " انتهى من تفسير سورة البقرة .
ويدخل في التحريم : ما ذبحوه تقربا للمسيح أو للزهرة ، ولو لم يذكروا عليه اسم غير الله ، فهذا محرم أيضا .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وأما ما ذبحه أهل الكتاب لأعيادهم وما يتقربون بذبحه إلى غير الله نظير ما يذبح المسلمون هداياهم وضحاياهم متقربين بها إلى الله تعالى ، وذلك مثل ما يذبحون للمسيح والزهرة ، فعن أحمد فيها روايتان أشهرهما في نصوصه أنه لا يباح أكله وإن لم يسم عليه غير الله تعالى ، ونقل النهي عن ذلك عن عائشة وعبد الله بن عمر ..." انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/251).
ثالثا:
إذا ذبح المسلم أو الكتابي ذبيحة ، ولم يُدر أذكر اسم الله عليها أم لا ، فيجوز الأكل منها ، ويسمي من أكل ؛ لما روى البخاري (2057) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قَوْمًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَنَا بِاللَّحْمِ ، لَا نَدْرِي أَذَكَرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَمُّوا اللَّهَ عَلَيْهِ وَكُلُوهُ ) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ولا يلزم السؤال عما ذبحه المسلم أو الكتابي كيف ذبحه ، وهل سمى عليه أو لا ؟ بل ولا ينبغي ، لأن ذلك من التنطع في الدين ، والنبي صلى الله عليه وسلم أكل مما ذبحه اليهود ولم يسألهم . وفي صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن قوما يأتوننا بلحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا ، فقال : ( سموا عليه أنتم وكلوه ) قالت : وكانوا حديثي عهد بكفر . فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأكله دون أن يسألوا مع أن الآتين به قد تخفى عليهم أحكام الإسلام ، لكونهم حديثي عهد بكفر " انتهى من رسالة في أحكام الأضحية والذكاة ، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
رابعاً :
بناء على ما سبق ، فمن سافر إلى بلاد غير مسلمة ، وكان الغالب على من يذبح فيها أنهم نصارى أو يهود ، فإنه يحل له الأكل من ذبائحهم ، إلا إن علم أنهم يصعقون الذبيحة أو يسمون عليها باسم غير الله ، كما سبق .
وإن كان الذابح وثنيا أو شيوعيا ، فإنها لا تحل ذبيحته .
وحيث كانت الذبيحة محرمة ، فإنه لا يجوز الأكل منها بحجة الاضطرار ، ما دام أن الإنسان يجد ما يحفظ به حياته ، من أكل الأسماك أو البقوليات ونحوها .
وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : " ما يعرض من اللحوم في بلاد الكفار أنواع :
أما السمك فهو حلال بكل حال لأن حله لا يتوقف على تذكيته ولا على التسمية .
وأما بقية الأنواع فإن كان الذين ينتجون اللحوم من شركات أو أفراد هم من أهل الكتاب من اليهود أو النصارى ولا يعرف من طريقتهم أنهم يقتلون الحيوان بالصعق الكهربائي ، أو الخنق ، أو ضرب الحيوان على رأسه مثل ما هو معروف في الغرب فهذه اللحوم حلال ، قال تعالى : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ) . وإن كانوا يقتلون الحيوان ببعض هذه الطرق فاللحوم حرام لأنه حينئذ تكون من المنخنقة والموقوذة ، وإن كان الذين ينتجون اللحوم من غير اليهود والنصارى فاللحوم التي يعرضونها حرام ، قال تعالى : ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ) . فعلى المسلم أن يجتهد في اجتناب الحرام البين واتقاء المشتبهات حرصا على سلامة دينه ، وسلامة بدنه من التغذي بالحرام " انتهى .
والله أعلم .

الجمعة، 16 فبراير 2018

يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ

عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))
 
 

الاثنين، 29 يناير 2018

عندما تتأخر إجابة الدعاء

أحيانا تكدر ظروف الحياة صفونا وتجعلنا نفكر لِم لَم يستجب الله لنا ؟ 
والله إن ربنا عز وجل لهو ألطف بنا من آبائنا وأمهاتنا وأشفق علينا من كل شفيق ولكن أحيانا يخبيء لنا إجابة جميلة لدعواتنا لأنه جل وعلا يحب كلامنا له
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) .
و ليس كل صاحب نعمة يعني أنه قد نال رضى الله فلعلها كانت استدراجا ... تأملوا معي قوله عز و جل : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ؟؟؟ بَل لا يَشْعُرُونَ)
فقط ثق بربك وسترى منه ما يبهرك  ويسعدك


الأربعاء، 24 يناير 2018

فضل الإحسان


كن محسنا إلى الناس و حتى لو لم يعاملوك بالمثل , ليس لأجلهم بل ليحبك الله عز و جل
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ



السبت، 30 ديسمبر 2017

حكم الاحتفال براس السنة الميلادية

ما حكم الاحتفال بعيد الكريسمس ( أول السنة الميلادية ) ؟ بالتفصيل . وجزاكم الله خيراً......
 أنا مسلم و افتخر ولا أحتفل بأعياد النصارى
 
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس "أول السنة الميلادية" ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار:
1- أما الكتاب: فقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً [الفرقان:72].
قال مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك.
وقال ابن سيرين: الزور هو الشعانين ، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس كما في اقتضاء الصراط المستقيم 1/537، والمعجم الوسيط1/488،
ووجه الدلالة هو أ نه إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده.
2- وأما السنة: فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر. رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم.
ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما...... والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، وقوله صلى الله عليه وسلم: خيراً منهما. يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
3- وأما الإجماع: فمما هو معلوم من السير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها! أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟
وقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم. رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.
وروى البيهقي أيضاً عن عمر أيضاً قوله: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.
قال الإمام ابن تيمية: وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله: واجتنبوا أعداء الله في عيدهم. أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم......... اقتضاء الصراط المستقيم 1/515
4- وأما الاعتبار فيقال: الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة:48].
قال ابن تيمية: فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه. اقتضاء الصراط المستثقيم 1/528
وقال أيضاً: ثم إن عيدهم من الدين الملعون هو وأهله، فمواقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه....
ومن أوجه الاعتبار أيضاً: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر....
هذا ما تيسر ذكره من الأدلة. ومن أراد الاستزادة فليراجع اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية، وأحكام أهل الذمة لابن القيم، والولاء والبراء في الإسلام لمحمد سعيد القحطاني.
وبناءً على ما تقدم نقول: لا يجوز للمسلم مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم، لما تقدم من أدلة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، كما لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه..... إلخ.
انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة... لابن القيم رحمه الله.
فإن قال قائل: إن أهل الكتاب يهنئوننا بأعيادنا فكيف لا نهنئوهم بأعيادهم معاملة بالمثل ورداً للتحية وإظهاراً لسماحة الإسلام..... إلخ.؟
فالجواب: أن يقال: إن هنئونا بأعيادنا فلا يجوز أن نهنئهم بأعيادهم لوجود الفارق، فأعيادنا حق من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، فإن هنئونا على الحق فلن نهنئهم على الباطل.
ثم إن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب وإشراكهم بالله تعالى وهل هناك شرك أعظم من دعوتهم لعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن إله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم من هتك للأعراض واقتراف للفواحش وشرب للمسكرات ولهو ومجون، مما هو موجب لسخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلم الموحد بالله رب العالمين أن يشارك أو يهنئ هؤلاء الضالين بهذه المناسبة!!!
ألا فليتق الله أولئك الذين يتساهلون في مثل هذه الأمور، وليرجعوا إلى دينهم، نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين.
والله أعلم.            

نقلا عن موقع مركز الفتوى - اسلام ويب

السبت، 23 ديسمبر 2017

لا تجمعوا حسناتكم في كيس مثقوب

لا تجمعوا حسناتكم في كيس مثقوب
تتوضأ احسن وضوء لكن تسرف في الماء { وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
﴿الأنعام: ١٤١﴾ 
تتصدق عَلى الفقراء بمبلغ كبير لكن تضايقهم
{ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ }

﴿البقرة: ٢٦٤﴾ 
 تصوم وتصبرعلى الجوع والعطش
لكن تسب وتشتم وتلعن

[ من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة

في أن يدع طعامه وشرابه ]

الراوي:أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1903خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
تلبسين الطرحه والعباية فوق الملابس
والعطر فواح !

[ أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم
ليجدوا ريحها فهي زانية ]
الراوي: : السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2971
خلاصة حكم المحدث: صحيح

السبت، 9 ديسمبر 2017

أقوال الإمام مالك رحمه الله و كبار علماء المالكية في الصوفية و التصوف

أقوال الإمام مالك رحمه الله و كبار علماء المالكية في الصوفية و التصوف 
  

قال عبد الله بن يوسف : كنا عند مالك بن أنس، فقال له رجل من أهل نصيبين، يا أبا عبد الله، عندنا قومٌ يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً، فإذا أكلوا أخذوا في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، قال مالك: هم مجانين؟ فقال لا. قال هم صبيان؟ قال لا هم مشائخ عقلاء، قال مالك: ما سمعنا أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هكذا، قال الرجل: بل يأكلون ثم يقومون، فيرقصون يلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه.
فضحك مالك وقام إلى منزله.
فقال أصحاب مالك: يا هذا أدخلت والله مشقة على صاحبنا، لقد جالسناه نيفا وثلاثين سنة، فما رأيناه يضحك إلا هذا اليوم.

قال مروان بن محمد الأسدي متلاميذ مالك : ثلاثة لا يؤتمنون في دين : الصوفي , والقصاص , ومبتدع يرد على أهل الأهواء .

وذكر القرطبي أنه سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي :
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وأعلم – حرس الله مدته - أنه أجتمع جماعة من الرجال فيكثرون من ذكر الله تعالى وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقف مغشياً عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين وهذا القول الذي يذكرونه:
يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفرق والزلل
وأعمل لنفسك صالحاً مادام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل
وفي مثل هذا ونحوه

الجواب: يرحمك الله – مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحداثه أصحاب السامري، لما أتخذ لهم عجلاً جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من أتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى،
وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق .

وقال القرطبي : قال ابن عطية: تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله تعالى { إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }الكهف14,

قلت: وهذا تعلق غير صحيح هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته وشكروا لما أولاهم من نعمة ونعمته، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم، وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء والأولياء، أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام وخاصة في هذه الأزمان عند سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان هيهات! بينهما والله ما بين الأرض والسماء، وثم هذا حرام عند جماعة العلماء على ما يأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله تعالى، وقد تقدم في (سبحان) عند قوله تعالى {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }الإسراء37, ما فيه كفاية.
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي، وسئل عن مذهب الصوفية فقال: وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما أتخذ لهم عجلا جسدا خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل على ما يأتي .

وقال أبو فارس عبد العزيز بن محمد الفارسي ( الفتوى المالكية (ص18): وهذه الطائفة أشد ضررا على المسلمين من مردة الشياطين، وهي أصحاب الطوائف للعلاج، وأبعدها عن فهم طرق الاحتياج، لأنهم أول أصلٍ أصلوه في منهجهم بغض العلماء والتنفير عنهم، ويزعمون أنهم عندهم قطاع الطريق، المحجوبون بعلمهم عن رتبة التحقيق، فمن كانت هذه حالته، سقطت مكانته، وبعدت معالجته، فليس الكلام معه فائدة والمتكلم معه يضرب حديدا بارداً.

وقال أيضا(ص19): وأعلموا أن هذه البدعة في فساد عقائد العوام أسرع من سريان السم في الأجسام، وأنها أضر في الدين من الزنا السرقة وسائر المعاصي والآثام، فإن هذه المعاصي كلها معلوم، معلوم قبحها عند من يرتكبها، ويجتلبها، فلا يلبس مرتكبها على أحد، وترجى له التوبة منها والإقناع عنها، وصاحب هذه البدعة يرى أنها أفضل الطاعات، وأعلى القربات، فباب التوبة عنده مسدود، وهو عنه شرود طرود، فكيف ترجى له منها التوبة، وهو يعتقد أنها طاعة وقربة،

بل هو من من قال الله تعالى فيهم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(*)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف 103 – 104,

وممن قال تبارك وتعالى فيهم {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً }فاطر8 (( .
وقال(ص21): ولا تنشأ هذه العلل إلا من مرض في القلب خفي، أو حلق جلي، فاحذروها واحذوا أهلها، ولا تغتروا بهم، ولو أنهم يطيروا في الهواء

ويمشون على الماء، فإن ذلك فتنة لمن أراد الله فتنته، وعلم شقوته، قال تعالى { وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً }المائدة41, 
 
منقول من الشيخ ابي محمد عبدالدائم