الأحد، 24 مايو 2015

بوح الخاطر لأمي الحبيبة رحمها الله

يُقال أن كل حزن له أجل محدود نتخطاه بعدها إلى حالة النسيان .
ولكني أجزم موقنا أن قائل هذه العبارة قالها ولم يكن قد جرب الحزن على فقدان الأب أو الأم بعد ....


فقدان أحد الوالدين ليس له تاريخ صلاحية , بل هو حزن يعشش في قلوبنا ويأبى أن يغادرها , يختلط بدمائنا لتتشربه أجسادنا وسنتلظى بأواره شئنا أم أبينا ....
إنه حزن ماكر .... كلما ظننا أننا وصلنا عتبة النسيان والسلوى نجده يستيقظ من سباته ليخرج لنا كعنقاء من تحت جمرات أحزاننا ....
آه ثم آه من نار قد استعر لهيبها وتأججت بين الحشا والضلوع ليس لها شيء يخمدها إلا عبرات ودمعات سخينة نظنها تطفئها لتفاجئنا بأنها وقود جديد لها ....
حينما وسدت جسد أمي الطاهر التراب تمنيت لو أني مكانها وهي بصحة جيدة  ووالله لقد كنت أنظر إليها في أمل مخادع لعلي أرى منها بادرة تدل على حياة ترد علي روحي أنا الآخر ولكنها حكمة المولى عز وجل، تفنى الخلائق ويبقى الله حده ...
حينما تهيل التراب على جسد أحب المخلوقات إلى قلبك تشعر كم هي الدنيا هينة وتدرك أننا لم نخلق لهذه الأرض و ما هي إلا محطة عبور لعابر سبيل نحو الآخرة ...
حينما واريت جسدها الطاهر التراب أحسست أني دفنت روحي وسعادتي معها إلى غير رجعة, وما فائدة السعادة بدون وجود أمي ؟
من يفرح لفرحي مثلما تفرح أمي ؟
من يحس بحزني مثلما تحس به أمي ؟
من لي بقلب حنون مثل قلب امي ؟
تعجز ألسنتنا عن التعبير عما نشعر به من الألم, وأية حروف أو أية قواميس بإمكانها ترجمة شعور قاس ٍ لا يرحم ؟؟
رباه ما أشد ضعفنا وفقرنا إلى رحمتك وما أحوجنا إلى توفيقك لنجد طريقنا إلى صبر ٍ يلملم شتات أرواحنا البائسة ....
اللهم ارحم أمي , اللهم ارحم أبي و اجعل قبريهما رياضا ً من رياض الجنة ....
أمي الحبيبة .... إلى جنة الخلد يا حبيبة القلب .

الثلاثاء، 12 مايو 2015

الأحد، 10 مايو 2015

أثِّث قبرك بأجمل الأثاث

أثِّث قبرك بأجمل الأثاث , و عمره بزوار طيبين من عملك الصالح ,
يقول الرسول عليه الصلاة و السلام عن حال المؤمن في قبره :

"  فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ. فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ. قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ."

أخي في الله , أخيتي في الله ,,,,
للقبر وحشة , ظلمات و وحدة,  ضيق و دود , و هو بيتنا إلى أن تقوم الساعة , فلنحسن تأثيث بيتنا بطيبات الأعمال ليفسح لنا فيه مد البصر و يفرش لنا فيه من الجنة  و تلبسنا الملائكة من حلل الجنة و نشم طيبها إلى ان تقوم الساعة , و لنكثر من الاعمال الصالحة لنجد لنا جليسا صالحا في وحشة القبر .
اللهم احينا على الاسلام و توفنا على التوحيد و و ابعثنا آمنين يوم القيامة
...

بقلمي و اسألكم الدعاء

من طرائف العلماء و أهل اللغة


مِنْ طَرَائِفِ أَهْلِ اللُّغَةِ ,ما جاء في أخبار النحويين لأبي طاهر المقرئ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ ثَنَا الْوَلِيدُ ابْن هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ قَالَ :
 دَخَلَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ الْحَمَّامَ وَفِيهِ رَجُلٌ مَعَ ابْنِهِ فَأَرَادَ أَنْ يُعَرِّفَ خَالِدًا مَا عِنْدَهُ مِنَ الْبَيَانِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ ابْدَأْ بِيَدَاكَ وَرِجْلَاكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَالِدٍ فَقَالَ يَا أَبَا صَفْوَان هَذَا كَلَامٌ قَدْ ذَهَبَ أَهْلُهُ قَالَ هَذَا كَلَامٌ مَا خَلَقَ اللَّهُ لَهُ أَهْلًا قَطُّ. 

و دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ رَجُلٌ يَشْكُو صِهْرًا لَهُ فَقَالَ لَهُ إِنَّ خَتَنِي فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ من ختنك فَقَالَ ختني الْخَتَّانُ الَّذِي يَخْتِنُ النَّاسَ فَقَالَ عَبْدُ الَعْزِيزِ لِكَاتِبِهِ وَيْحَكَ بِمَا أَجَابَنِي فَقَالَ لَهُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّكَ لَحَنْتَ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ اللَّحْنَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَقُولَ لَهُ مَنْ خَتَنُكَ . فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَرَانِي أَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ لَا شَاهَدْتُ النَّاسَ حَتَّى أَعْرِفَ اللَّحْنَ . قَالَ فَأَقَامَ فِي الْبَيْتِ جُمُعَةً لَا يَظْهَرُ وَمَعَهُ مَنْ يُعَلِّمُهُ الْعَرَبِيَّةَ قَالَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ وَهُوَ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ قَالَ فَكَانَ يُعْطِي عَلَى الْعَرَبِيَّةِ وَيَحْرِمُ عَلَى اللَّحْنِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ زُوَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ فَجَعَلَ يَقُولُ للرَّجُلِ مِنْهُمْ مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ مِنْ بَنِي فُلَانٍ فَيَقُولُ لِلْكَاتِبِ أَعْطِهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْت فَقَالَ مِنْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ فَقَالَ تَجِدُهَا فِي جَائِزَتِكَ وَقَالَ لِلْكَاتِبِ أَعْطِهِ مِائَةَ دِينَارٍ.

ومن أعجب ما روي هو ما يرويه أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الحافظ عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري صاحب " الجامع الصحيح " قال: «سَمِعْتُ عِدَّةَ مَشَايِخَ [يَحْكُونَ] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فَسَمِعَ بِهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَاجْتَمَعُوا، وَعَمَدُوا إِلَى مِائَةِ حَدِيثٍ، فَقَلَبُوا مُتُونَهَا وَأَسَانِيدَهَا، وَجَعَلُوا مَتْنَ هَذَا الإِسْنَادِ لإِسْنَادٍ آخَرَ وَإِسْنَادَ هَذَا الْمَتْنِ لِمَتْنٍ آخَرَ، وَدَفَعُوهُ إِلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ عَشَرَةً، وَأَمَرُوهُمْ إِذَا حَضَرُوا الْمَجْلِسَ يُلْقُونَ ذَلِكَ عَلَى الْبُخَارِيِّ، وَأَخَذُوا [الْوَعْدَ] لِلْمَجْلِسِ، فَحَضَرَ الْمَجْلِسَ جَمَاعَةُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنَ الْغُرَبَاءِ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَغَيْرِهِمْ، وَمِنَ الْبَغْدَادِيِّينَ. فَلَمَّا اطْمَأَنَّ الْمَجْلِسُ بِأَهْلِهِ، انْتُدِبَ [إِلَيْهِ] رَجُلٌ مِنَ الْعَشَرَةِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ مِنْ تِلْكَ الأَحَادِيثِ، فَقَالَ الْبُخَارِيُّ: «لاَ أَعْرِفُهُ»، فَسَأَلَهُ عَنْ آخَرَ فَقَالَ: «لاَ أَعْرِفُهُ»، فَمَا زَالَ يُلْقِي عَلَيْهِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ عَشَرَتِهِ، وَالْبُخَارِيُّ يَقُولُ: «لاَ أَعْرِفُهُ»، فَكَانَ [الْفُقَهَاءُ] مِمَّنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ يَلْتَفِتُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَيَقُولُونَ: «الرَّجُلُ فَهِمَ»، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ غَيْرَ ذَلِكَ يَقْضِي عَلَى الْبُخَارِيِّ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ، وَقِلَّةِ [الْفَهْمِ]، ثُمَّ انْتُدِبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الْعَشَرَةِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ مِنْ تِلْكَ الأَحَادِيثِ الْمَقْلُوبَةِ، فَقَالَ الْبُخَارِيُّ: «لاَ أَعْرِفُهُ»، فَلَمْ يَزَلْ يُلْقِي إِلَيْهِ، وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ عَشَرَتِهِ، وَالْبُخَارِيُّ يَقُولُ: «لاَ أَعْرِفُهُ»، ثُمَّ انْتُدِبَ إِلَيْهِ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ إِلَى تَمَامِ الْعَشَرَةِ، حَتَّى فَرَغُوا كُلُّهُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمَقْلُوبَةِ، وَالْبُخَارِيُّ لاَ يَزِيدُهُمْ عَلَى: «لاَ أَعْرِفُهُ»، فَلَمَّا عَلِمَ [الْبُخَارِيُّ] أَنَّهُمْ قَدْ فَرَغُوا، الْتَفَتَ إِلَى الأَوَّلِ مِنْهُمْ، فَقَالَ: «أَمَّا حَدِيثُكَ الأَوَّلُ، فَهُوَ كَذَا، وَحَدِيثُكَ الثَّانِي فَهُوَ كَذَا، وَالثَّالِثُ، وَالرَّابِعُ عَلَى الوَلاَءِ»، حَتَّى أَتَى عَلَى تَمَامِ الْعَشَرَةِ، فَرَدَّ كُلَّ مَتْنٍ إِلَى إِسْنَادِهِ، وَكُلَّ إِسْنَادٍ إِلَى مَتْنِهِ، وَفَعَلَ بِالآخَرِينَ مِثْلَ ذَلِكَ. [وَرَدَّ مُتُونَ الأَحَادِيثِ إِلَى أَسَانِيدِهَا، وَأَسَانِيدَهَا إِلَى مُتُونِهَا]، فَأَقَرَّ لَهُ النَّاسُ بِالْحِفْظِ، وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْفَضْلِ.
قال الحافظ ابن حجر بعدما حكى هذه القصة، قلت: «هُنَا يُخْضَعُ لِلْبُخَارِيِّ، فَمَا العَجَبُ مِنْ رَدِّهِ الخَطَأَ إِلَى الصَّوَابِ، فَإِنَّهُ كَانَ حَافِظًا، بَلْ العَجَبَ مِنْ حِفْظِهِ لِلْخَطَأِ عَلَى تَرْتِيبِ مَا أَلْقَوْهُ عَلَيْهِ مِنْ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ».


وفي كتاب شرح متن أبي شجاع – محمد حسن عبد الغفار (ج1ص3): من طرائف ما حدث مع الشعبي: أن قصاصاً افترى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله سينفخ في صورين، فقام الشعبي وسط الحلقة فقال: اتق الله! كيف تكذب على رسول الله، من أين أتيت بهذا الحديث؟! فقال: أوترد علي يا ابن كذا! وسبه مسبة شديدة، ثم خلع نعله وضربه به فاقتدى به العامة، فما من أحد إلا وخلع نعله وضربه على وجهه، قال: فما عرفت وجهي من قفاي، فما تركوني حتى أقسمت بالله أن الله سينفخ في سبعين صوراً.

ومن طرائف ما يذكر في البخل ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله، قال: "وبلغنا أن رجلاً جاء إلى أبي حازم فقال له: إن الشيطان يأتيني فيقول: إنك قد طلقت زوجتك، فيشككني. فقال له: أو ليس قد طلقتها؟ قال: لا، قال: ألم تأتني أمس فطلقتها عندي؟ فقال: والله ما جئتك إلا اليوم ولا طلقتها بوجه من الوجوه؟ قال: فاحلف للشيطان إذا جاءك كما حلفت لي، وأنت في عافية" انتهى.

 

قصص ذكاء القاضي أبو بكر بن الطيب بن الباقلاني رحمه الله

قصص ذكاء القاضي أبو بكر بن الطيب بن الباقلاني رحمه الله
من كتاب تاريخ قضاة الأندلس (1/37):
كان الباقلاني مقربا من عضد الدولة و وجهه سفيراً عنه إلى ملك الروم ليظهر به رفعة الإسلام ويغض من النصرانية وتهيأ للخروج قال له وزير الدولة: أأخذت الطالع لخروجك؟ فسأله أبو بكر فلما فسر مراده قال: لا أقول بهذا لأن السعد والنحس والخير والشر بيد الله , ليس للكواكب ها هنا مثقال ذرة من القدرة وإنما وضعت كتب النجوم ليتمعش بها ( من العيش ) الجاهلون من العامة ولا حقيقة لها. فقال الوزير: أحضر إلي ابن الصوفي , وقد كان له تقدم في هذا الباب فلما حضره دعاه الوزير إلى مناظرة القاضي ليصحح ما أبطله بزعمه فقال ابن الصوفي: ليست المناظرة من شأني ولا أنا قائم بها وإنما أحفظ علم النجوم وأنا أقول: إذا كان من النجوم كذا يكون كذا , وأما تعليله فهو من علم أهل المنطق وأهل الكلام.

وجرت له في ذلك الوجه بالقسطنطينية بين يدي ملكها مع بطارقته ونبلاء ملته مناظرات ومحاورات: منها أن الملك قال له: هذا الذي تدعونه في معجزات نبيكم من انشقاق القمر كيف هو عندكم؟ قلت: هو صحيح عندنا وانشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , حتى رأى الناس ذلك وإنما رآه الحضور ومن اتفق نظره له في تلك الحال. فقال الملك: وكيف لم يره جميع الناس؟ قلت: لأن الناس لم يكونوا على أهبة ووعد لشقوقه وحضوره. فقال: وهذا القمر بينكم وبينه نسبة وقرابة لأي شيء لم تعرفه الروم وغيرها من سائر الناس وإنما رأيتموه أنتم خاصة؟ قلت: فهذه المائدة بينكم وبينها نسبة وأنتم رأيتموها دون اليهود والمجوس والبراهمة وأهل الإلحاد وخاصة يونان جيرانكم فإنهم كلهم منكرون لهذا الشأن! فتحير الملك وقال في كلامه: سبحان الله! ... وأمر بإحضار فلان القسيس ليكلمني وقال: نحن لا نطيقه. فلم أشعر إذ جاؤوا برجل كالدب أشقر الشعر فقعد وحكيت له المسألة فقال: الذي قال المسلم لازم ما أعرف له جواباً إلا الذي ذكره فقلت له: أتقول إن الكسوف إذا كان أيراه جميع أهل الأرض أم يراه أهل الإقليم الذي في محاذاته؟ قال: لا يراه إلا من كان في محاذاته قلت: فما أنكرت من انشقاق القمر إذا كان في ناحية لا يراه إلا أهل تلك الناحية ومن تأهب للنظر له فأما من أعرض عنه أو كان في الأمكنة التي لا يرى القمر منها فلا يراه! فقال: هو كما قلت! ما يدفعك عنه دافع! وإنما الكلام في الرواة الذين نقلوا. وأما الطعن في غير هذا الوجه فليس بصحيح! فقال الملك: وكيف يطعن في النقلة؟ فقال النصراني: تنبيه هذا من الآيات: إذا صح وجه أن ينقله الجم الغفير حتى يتصل بنا العلم به ولو كان كذلك لوقع لنا العلم الضروري به فلما لم يقع دل على أن الخبر مفتعل باطل. فالتفت الملك إلي وقال: الجواب؟ قلت: يلزمه في نزول المائدة ما لزمني في انشقاق القمر ويقال له: لو كان نزول المائدة صحيحاً لوجب أن ينقله العدد الكثير فلو نقله العدد الكثير فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا ويعلم هذا بالضرورة ولما لم يعلموا ذلك بالضرورة دل على أن الخبر كذب! فبهت النصراني والملك ومن ضمه المجلس وانفصل المجلس على هذا.

قال القاضي: سألني الملك في مجلس آخر فقال: ما تقولون في المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام! قلت: روح الله وكلمته وعبده ونبيه ورسوله:{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران : 59] وتلوت عليه النص. فقال: يا مسلم , تقولون: المسيح عبد؟ فقلت: نعم؟ كذا نقول وبه ندين , قال: ولا تقولون إنه ابن الله؟ قلت: "معاذ الله! مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون : 91]الآيتان. و{ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [الإسراء : 40]. فإذا جعلتم المسيح ابن الله فمن كان أبوه وأخوه وجده وخاله وعمه؟ وعددت عليه الأقارب. فتحير وقال: يا مسلم! العبد يخلق ويحيى ويميت ويبرئ الأكمه والأبرص؟ فقلت: لا يقدر العبد على ذلك وإنما ذلك كله من فضل الله تعالى! قال: وكيف يكون المسيح عبد الله وخلقاً من خلقه وقد أتى بهذه الآيات وفعل ذلك كله؟ قلت: معاذ الله! ما أحيى المسيح الموتى ولا أبرأ الأكمه والأبرص! فتحير وقل صبره وقال: يا مسلم! تنكر هذا مع اشتهاره في الخلق وأخذ الناس له بالقبول! فقلت: ما قال أحد من أهل الفقه والمعرفة إن الأنبياء يفعلون المعجزات من ذاتهم وإنما هو شيء يفعله الله تعالى على أيديهم تصديقاً لهم يجري مجرى الشهادة! فقال: قد حضر عندي جماعة من أولى دينكم والمشهورين فيكم وقالوا إن ذلك في كتابكم. فقلت: في كتابنا إن ذلك كله بإذن الله تعالى! وتلوت عليه منصوص القرآن في المسيح:{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 110] وقلت: إنما فعل المسيح ذلك كله بالله وحده لا شريك له لا من ذات المسيح ولو كان المسيح يحيي الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص من ذاته وقوته لجاز أن يقال إن موسى فلق البحر وأخرج يده بيضاء من غير سوء من ذاته! وليست معجزات الأنبياء عليهم الصلاة السلام من ذاتهم دون إرادة الخالق! فلما لم يجز هذا لم يجز أن تسند المعجزات التي ظهرت على يد المسيح للمسيح!

وذكر ابن حيان عمن حدثه أن الطاغية وعد القاضي أبا بكر بالاجتماع معه في محفل من محافل النصرانية ليوم سماه فحضر أبو بكر وقد احتفل المجلس وبولغ في زينته فأدناه الملك وألطف سؤاله وأجلسه على كرسي دون سريره بقليل والملك في أبهته وخاصته ورجال مملكته على مراتبهم وجاء البطرك قيم ديانتهم آخر الناس وحوله أتباعه يتلون الأناجيل ويبخرون بالعود الرطب في زي حسن. فلما توسط المجلس قام الملك ورجاله تعظيماً له فقضوا حقه ومسحوا أعطافه وأجلسه إلى جنبه وأقبل على القاضي أبي بكر فقال له: يا فقيه! البطرك قيم الديانة وولي النحلة! فسلم القاضي عليه أحفل سلام وسأله أحفى سؤال وقال له: كيف الأهل والولد؟ فعظم قوله هذا عليه وعلى جميعهم وطبقوا على وجوههم وأنكروا قول أبي بكر عليه. فقال: يا هؤلاء! تستعظمون لهذا الإنسان اتخاذ الصاحبة والولد وتربون به عن ذلك ولا تستعظمونه لربكم عز وجهه! فتضيفون إليه ذلك سدة لهذا الرأي! ما أبين غلطه! فسقط في أيديهم ولم يردوا جواباً وتداخلتهم له هيبة عظيمة وانكسروا. ثم قال الملك للبطرك: ما ترى في أمر هذا الرجل؟ قال: تقضي حاجته وتلاطف صاحبه وتخرج هذا العراقي عن بلدك من يومك إن قدرت وإلا لم تأمن الفتنة على النصرانية منه! ففعل الملك ذلك وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه وعجل تسريح الرسول وبعث معه عدة من أسرى المسلمين ووكل به من جنده من يحفظه حتى يصل إلى مأمنه.
وذكر الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء : وَقَدْ سَارَ القَاضِي رسولاً عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى طَاغيَةِ الرُّوْمِ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ، مِنْهَا أَنَّ الملِكَ أَدْخَلَه عَلَيْهِ مِنْ بَاب خَوخَةٍ ليدخُل رَاكعاً لِلْمَلِكِ، فَفَطِنَ لَهَا القَاضِي، وَدَخَلَ بِظَهْرِهِ.
وَمِنْهَا أَنَّهُ قَالَ لرَاهبهم، كَيْفَ الأَهْلُ وَالأَولاَدُ؟ فَقَالَ المَلِكُ: مَهْ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الرَّاهبَ يتنزّه عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: تُنَزِّهُونه عَنْ هَذَا، ولا تنزهون رب العَالَمِين عَنِ الصَّاحبَة وَالوَلَد!
وَقِيْلَ: إِنَّ الطَّاغيَةَ سأَلَه: كَيْفَ جَرَى لزَوْجَةِ نَبِيِّكُم؟ يَقْصِدُ تَوْبِيْخاً قال: كَمَا جَرَى لمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَان، وَبَرَّأَهُمَا اللهُ، لَكِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تَأَتِ بِوَلَدٍ. فَأَفْحَمَهُ.

وقيل حضر بعض محافل النظر فقال أبو عبد الله بن المعلم‏:‏ قد جاء الشيطان‏, و ابن المعلم هذا كان شيخ الشيعة إمام الرافضة وعالمهم , فسمع القاضي أبو بكر ما قاله فقال ‏:
‏ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً...

السبت، 9 مايو 2015

من طرائف و نوادر العرب


قال إبن محدِّث لأبيه :أخبرني فلانٌ عن فلان أنه يبغضني فقال له : أنت ياولدي بغيضٌ بإسناد !


جاء رجل يومًا إلى فقيه يستفتيه، فقال له: لقد أفطرت يومًا في رمضان بعذر.

فقال: اقضِ يومًا.

قال: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا (ميمونة)، فامتدت إليها يدي وأكلت منها.

قال: فاقض يومًا آخر.

قال: قضيت وقد أتيت أهلي وقد صنعوا (هريسة)، فسبقتني يدي إليها وأكلت منها.

قال: الرأي عندي أنك لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك. 

كان سراقة البارقي من ظرفاء المدينة و أسره رجل من أصحاب المختار ، فأتى به المختار، وقال: "أسرتُ هذا"، فقال: "كذبتَ، ما أسرني إلا رجل عليه ثياب بيض على فَرَس أبلق"، فقال المختار: "أما إن الرجل قد عاين الملائكة، خلوا سبيله"، فأفلت منهم بدهائه وحسن تخلصه.  

كان لأبي حمزة الأعرابي زوجتان، فولدت إحداهما ابنة، فعز عليه ذلك، واجتنبها، وصار في بيت ضَرتِها، فأحسَّت به يومًا في بيت صاحبتها، فجعلت تُرَقِّصُ ابنتها الصغيرة، وتقول:
ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نَلِدَ البنينا ... تالله ما ذلك في أيدينا

بل نحن كالأرض لزارعينا ... يَلبثُ ما قد زرعوه فينا

وإنما نأخذ ما أعطينا

فعرف أبو حمزة قُبْحَ ما فعل، وراجع امرأته.

جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤمُ إقرأوا كتابيه ..  فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة . فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .

قيل لأعرابيّ : ما يمنعك أن تغزو ؟ فقال : والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي اليه راكضاً .

ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ ! فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .

قيل لأعرابيّ: هل لك في الزواج ؟ قال: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها.  

دخل رجل مذنب على سلطان فقال له: بأي وجه تلقاني؟فقال الرجل: بالوجه الذي ألقى به الله, وذنوبي إليه أعظم و عقابي أكبر. فعفا عنه.

كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه ، فاعتل أبوه بعلة شديدة أشرف فيها على الموت، فاجتمع عليه أولاده و قالوا له : لندعو لك فلانا أخانا ، فقال : لا .. ان جاءني قتلني ، فقالوا : نحن نوصيه أ، لا يتكلم . فدعوه ، فلما دخل عليه قال له : يا أبت ، قل لا اله الا الله تدخل الجنة و تنجو من النار ، يا أبت و الله ما أشغلني عنك الا فلان فانه دعاني بالامس فأهرس و أعدس و استبذج و سكبج و طهبج و أفرج و دجح و أبصل و أمضر و لوزج و افلوذج .. فصاح أبوه : غمضوني فقد سبق أخاكم ملك الموت الى قبض روحي .

عن الأصمعي قال: خرج قوم من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار، فأصابهم ريح عاصف يئسوا معها من الحياة ثم سلموا، فأعتق كل رجل منهم مملوكاً، فقال ذلك الأعرابي: اللهم لا مملوك لي أعتقه ولكن امرأتي طالق لوجهك ثلاثاً.

يروى أن رجلاً أحتاج حبلاً فذهب إلى جاره كي يستعيره ‏منه فأعتذر الرجل من تلبية طلبه ، ‏فسأله : هل أنت محتاج إليه لمدّة طويلة‎ فقال صاحب الحبل: سأنشر عليه الحنطة‎ فدهش الرجل وقال : كيف تنشر الحنطة على الحبل‎ فقال صاحب الحبل يا صديقي إنّي أستطيع أن أفعل ‏كل شيء طالما أنا لا أريد أن أعير الحبل لك

بعث الرشيد وزيره تمامة إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم ، فرأى بينهم شابا حسن الوجه يبد عليه التعقل ، فأحب أن يكلمه فقاطعه بقوله : أريد أن أسألك سؤولا . قال الوزير : هات ما بالك ؟ قال الشاب : متى يجد النائم لذة النوم ؟

الوزير : حين ستيقظ

الشاب : كيف يجد اللذة وقد فارق سببها ؟

الوزير : حسنا . . . يجد اللذة قبل النوم

الشاب : وكيف يجد اللذة في شئ لم يذقه بعد ؟

الوزير : حيرتني يا رجل . . . يجد اللذة وقت النوم

الشاب : النائم لا شعور له فكيف يجد اللذة من لا شعور له ؟

بهت الوزير ولم يدر ما يقول ، ثم انصرف وأقسم الا يجادل مجنونا.

كان رجل يسكن دارا بأجرة فجاء رب الدار( المُؤْجٍر ) يطالبه بالأجرة٬ فقال له ׃ أصْلحْ هذا السقفَ أولا فإنه يُطقطِق. فقال المؤجر׃ لا عليك فإنه يسبٍّح لله ٬فقال الرجل׃ أخشى أن يدركَه الخشوع فيسجدَ.

وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة, ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله : ما بال فمك معوجاً, فرد الشاعر : لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس .

جاء رجل إلى القاضي حسين - وهو من فقهاء الشافعية - فقال له الرجل: لقد رأيت النبي في المنام، فقال لي: ( إن الليلة بداية رمضان ).  فقال له القاضي: إن الذي تزعم أنك رأيته في المنام قد رآه الصحابة في اليقظة، وقال لهم: "صوموا لرؤيته".


عن ميمون بن هارون قال: قال رجل لصديق له: ما فعل فلان بحمارِه؟ قال: باعِه، قال: قل باعَه قال: فلم قلت بحمارِه؟ قال: الباء تجر، قال: فمن جعل باءك تجر وبائي ترفع؟


لقي أحدهم رجلاً من أهل الأدب، وأراد أن يسأله عن أخيه، وخاف أن يلحن، فقال: أخاك أخوك أخيك ها هنا؟ فقال الرجل: لا، لي، لو، ما حضر .


وَجَاء رجل إِلى أبي حنيفَة فَقَالَ لَهُ: إِذا نزعت ثِيَابِي وَدخلت النَّهر أَغتسل فإِلى الْقبْلَة أتوجّه أم إِلى غَيرهَا؟ فَقَالَ لَهُ: الآفضل أَن يكوم وجهُك إِلى جِهَة ثِيَابك لِئَلَّا تُسرَق. 


قَالَ عُثْمَان الصيدلاني: شهدتُ إِبراهيم الْحَرْبِيّ وَقد أَتاه حائك (خياط) فِي يَوْم عيد فَقَالَ: يَا أَبا إِسحاق مَا تَقول فِي رجل صلى صَلَاة اُلعيد وَلم يَشتَرِ ناطفاً مَا اُلذي يحب عَلَيْهِ؟ (الناطف : نوع من الحلوى) فَتَبَسَّمَ أَبراهيم ثمَّ قَالَ: يتصدّق بِدِرْهَمَيْنِ فَلَمَّا مضى قَالَ: مَا علينا أَن تفرّح الْمَسَاكِين من مَال هَذَا اُلأحمق.

وأَقَّر رجل عِنْد القَاضِي شُرَيْح بشيىء ثمَّ ذهب لينكر فَقَالَ شُرَيْح: قد شهد عَلَيْك ابْن أُخت خالتك (فكل انسان ابن أخت خالته).

ومرّ شُرَيْح بِمَجْلِس بهمدان فسلّم فردّوا عَلَيْهِ وَقَامُوا ورحبّوا بِهِ فَقَالَ: يَا معشر هَمدَان إِني لأعرف أَهل بَيت مِنْكُم لَا يَحِلّ لَهُم الْكَذِب فَقَالُوا: مَن هم يَا أَبا أُميَّة؟ فَقَالَ: مَا أَنا بِالَّذِي يُخْبِركُمْ فَجعلُوا يسألونه وتبعوه ميلًا أَو قَرِيبا مِنْهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: من هم؟ وَهُوَ يَقُول: لَا أُخبركم فانصرفوا عَنهُ يتلّهفون: ليته أخبرنَا بهم. (فكل الناس لا يحل لهم الكذب).

السبت، 2 مايو 2015

فضل ( لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما على الأرض رجلٌ يقول لا إله إلاّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، إلاّ كُفِّرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر))

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبّرنا، وفي رواية: فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبط في واد إلاّ رفعنا أصواتنا بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً"، ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فقال: "يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلاّ بالله فإنَّها كنزٌ من كنوز الجنة"، أو قال:" ألا أدلك على كلمة هي كنزٌ من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلاّ بالله "
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم أنجو بها من ابليس وجنوده ورجله وشياطينه ومردته وأعوانه وجميع الانس والجن وشرورهم.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم أمتنع بها من ظلم من أراد ظلمي ومن جميع خلق الله.
لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم أتعس بها جهد من بغى علي من جميع خلق الله .
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم أكف بها عدوان من أعتدى علي من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم أضعف بها كيد من كادني من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أز يل بها مكر من مكر بي من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أبطل بها سعي من سعى علي من جميع خلق الله.
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
أذل بها من تعزز علي من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أهين بها من أهانني من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أقصم بها ظالمي من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أقدر بها على ذي القدره من جميع خلق الله.

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أستدفع بها شر من أرادبي شرا من جميع خلق الله.
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
إستغاثة بعزة الله.
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
إستجارة بقدرة الله.

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أستعين بها على محياي ومماتي
وعند نزول ملك الموت بي ومعالجة سكراته وغمراته.

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أحصن بها روحي وأعضائي وشعري وبشري.

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أذا أدخلت قبري فر يدا وحيدا خاليا بعملي.

لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
أستعين بها على محشري اذا نشرت لي صحيفتي ورأيت ذنوبي وخطاياي.

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أذاطال يوم القيامة وقوفي و أشتد
عطشي
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم

أثقل بها الميزان عند الجزاء أذا أشتد
خوفي.
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
أجوز بها الصراط مع الانبياء وأثبت بها قدمي.

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
أستقر بها في دار القرار مع ألابرار
عدد ماقالها وما يقولها القائلون منذ أول الدهر ألى اخره عدد ما أحصاه
كتاب الله وأحاط بعلمه وأضعاف ذلك
أضعافا مضاعفه وكل ضعف يتضاعف

أضعاف ذلك أضعافا مضاعفه أبد الابد
ومنتهى العدد بلا أمد عددا لايحصيه

الاهو ولايحيط بها الاعلمه
ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم .

دعاء النبي يوم الطائف

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي , و قلة حيلتي , و هواني على الناس ، يا أرحم الراحمين , أنت رب المستضعفين وأنت ربي , إلى من تكلني , إلى بعيد يتجهمني , أم إلى عدو ملكته أمري , إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي , و لكن عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , و صلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غضبك , أو يحل عليَّ سخطك , لك العتبى حتى ترضى , و لا حول و لا قوة إلا بك

لا تعامل الله بعقلك الناقص

ندعو ثم نرى كل شيء ، يمشي عكس ما نتمنى
فَنقول : كيف يحدث هَذا ، وقد دعوت بالأمس !
لا تعامل الله بعقلك الناقص فَالله يدبر
ليعطيك في الوقت المناسب :
إذا أردت شيئًا و رغبت به
سلم لله أمرك و ابتسم و اطمئن
فإن أتاك فهو حتمًا لك
وإن لم يأتيك فتأكد ،
أنه لا يناسبك ..

اللص الفقيه ( حكاية حقيقية ظريفة )

اللص الفقيه ( حكاية حقيقية ظريفة )
روى ابن الجوزي رحمه الله في كتاب الأذكياء :
أخبرنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا عبد الله الحميدي ، قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن دينار ، قال : أنبأنا أبو طالب عبيد الله ابن أحمد الأنباري ، قال : حدثنا يموت بن المزرع عن المبرد ، قال : حدثني أحمد بن المعدل البصري قال : 


كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال أعجوبة .
قال : ما هي ؟.
قال : خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن أصحرت وبعدت عن البيوت ، بيوت المدينة ، تعرض لي رجل فقال : اخلع ثيابك .
فقلت : وما يدعوني إلى خلع ثيابي .
قال : أنا أولى بها منك .
قلت : ومن أين ؟.
قال : لأني أخوك ؛ وأنا عريان وأنت مكس .
قلت : فالمواساة .
قال : كلا ؛ قد لبستها برهة ، وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها .
قلت : فتعريني ، وتبدي عورتي .
قال : لا بأس بذلك ؛ قد روينا عن مالك أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا .
قلت : فيلقاني الناس ، فيرون عورتي .
قال : لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها .
فقلت : أراك ظريفا ؛ فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك .
قال : كلا ؛ أردت أن توجه إلى أربعة من عبيدك فيحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد .
قلت : كلا ؛ أحلف لك أيمانا أني أوفي لك بما وعدتك ولا أسوءك .
قال : كلا ؛ إنا روينا عن مالك أنه قال لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص .
قلت : فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه .
قال : هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص .
قلت : فدع المناظرة بيننا ؛ فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم رفع رأسه ؛ وقال : تدري فيم فكرت ؟.
قلت : لا .
قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة ؛ وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون على وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع ثيابك .
قال : فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها وانصرف .

قصيدة عجيبة و حكايتها اعجب ( صوت صفير البلبل )

قصيدة عجيبة و حكايتها اعجب ( صوت صفير البلبل )
قصيدة نظمها الاصمعي يتحدى بها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بعد أن ضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الخليفة بسرد القصيدة إليه و كان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل و هي في الواقع من تاأليفه و كان يعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا فسمع الأصمعي بذلك فقال : "إن في الأمر مكر و حيله" . فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب و تنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فألقى عليه قصيدة صوت صفير البلبل و بعد انتهاءه من قول القصيدة لم يستطيع الخليفة ان يذكر شيئا منها. ثم أحضر غلامه فلم يتذكر شيئا ايضا لأنه يحفظها من مرتين ثم احضر الجارية فهي الأخري لم تتذكر شئ فقال له الخليفة سوف اعطيك وزن لوح الكتابة ذهب فعلي اي شئ كتبتها ،فقال له الأصمعي :لقد ورثت عمود رخام من ابي فنقشته عليه نقشا وهذا العمود علي جملي في الخارج يحمله أربعة من الجنود ،فأمر له الخليفة بتفريغ كل الذهب الموجود ليعطيه للشاعر ولكن الاصمعي رفض وقال له أنه لن يأخذ الذهب لأنه مال الدولة مقابل أن يعطي الشعراء حقهم
كلمات القصيدة

صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مـــــــلك *** مـــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجـــــر فيها ماشيا *** مبغــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي *** من حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدب لي
أقول في مطلعــــــها *** صوت صفير البلبلي