تاريخ جامع محمد بن الإمام بمنطقة الظهرة بطرابلس
تعد ليبيا من البلدان التي تحتضن مساجد أثرية عتيقة تعكس قدم تغلغل الإسلام في قلوب أهلها و لكن بعكس البلاد الأخرى التي تعرف قيمة مساجدها القديمة فنحن فرطنا في كثير منها فتم هدمها و تشييد مساجد حديثة بدلا عنها و كان من المفترض الإبقاء على الجزء القديم منها و إضافة توسعة كما هو الحال في جامع المجيدية بشارع الزاوية و جامع جداع بالظهرة و غيرهما من المساجد , و للأسف فإن جامع بن الإمام هوأحد المساجد التي فقدت هويتها التاريخية بعد هدم البناء القديم .
بني جامع بن الإمام في حدود سنة 1083 هـ - 1672 ميلادي على النمط المعماري الليبي البسيط الذي يخلو من الزخارف و العمارة الفخمة و لم يكن له صحن كغالبية المساجد الليبية القديمة و تعلو بيت الصلاة أربع قباب مع عارضة مستطيلة و له مئذنة صغيرة في الركن الشمالي الغربي إرتفاعها على نفس مستوى بيت الصلاة فيه و عن جنوب غربه كان يقبع ضريح الشيخ محمد بن الإمام رحمه الله و مقبرة صغيرة في الناحية الجنوبية و تخترق سقف بيت الصلاة نخلة شهيرة حيث كان من عادة الليبيين احترام النخيل و عدم قطعها ان اعترضت البناء .
في العشرينيات قامت السلطات الايطالية بإزالة المقبرة الصغيرة خلف الجامع مع الابقاء على ضريح الشيخ محمد بن الإمام و في سنة 1957 تم هدم الجامع القديم و بني محله جامع جديد من طابقين و المميز فيه انه يخلو تماما من الأعمدة و حسب ما أعلم ان مصمم الجامع مهندس إيطالي ( أتمنى من أحد متابعي الصفحة تأكيد او نفي هذه المعلومة ) و في سنة 2012 أو 2013 تم ازالة الضريح مع اجراء صيانة شاملة للجامع .
ورد ذكر الشيخ محمد بن الإمام في كتاب " المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب " حيث يقول مؤلفه أحمد بك الأنصاري الطرابلسي
العارف بالله تعالى الشيخ محمد بن الإمام
و في هذه السنة ( يقصد في حدود سنة 1083 هـ الموافق 1672 م ) توفي الأستاذ الفاضل الذاكر العامل صاخخب العلوم اللدنية و المعارف القدسية القدوة الهمام ابو عبدالله الشيخ محمد ين أحمد الإمام و كان رحمه الله تعالى من أعيان العلماء و مشاهير الفضلاء جمع بين العلم و العمل و الورع و الزهد و الانقطاع لعبادة الله تعالى و التخلي عن الناس و التمسك بطريق السلف الصالح كثير التلاوة و الخشوع و شرح خليلا شرحا حافلا رحمه الله و نفعنا باسرار علومه .
في المنشور اضفنا صورا اقدمها يعود الى حوالي سنة 1898 م و بعضها في العهد الايطالي و البعض الاخر في العهد الملكي كما قمنا بصنع صورة توضيحية تشرح معالم الجامع القديم .
ملاحظة : أرفقنا مع المنشور رسومات زودنا بها الصديق و الباحث زكريا المغربي Zakaria EL Moghrabi لجامع بن الامام القديم بيد المهندس الايطالي المسلم غاسباري ميسانا التي اوردها في كتابه " المعمار الإسلامي في ليبيا " و قام بترجمته إلى العربية الأستاذ علي الصادق حسنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق