الأحد، 24 مايو 2015

بوح الخاطر لأمي الحبيبة رحمها الله

يُقال أن كل حزن له أجل محدود نتخطاه بعدها إلى حالة النسيان .
ولكني أجزم موقنا أن قائل هذه العبارة قالها ولم يكن قد جرب الحزن على فقدان الأب أو الأم بعد ....


فقدان أحد الوالدين ليس له تاريخ صلاحية , بل هو حزن يعشش في قلوبنا ويأبى أن يغادرها , يختلط بدمائنا لتتشربه أجسادنا وسنتلظى بأواره شئنا أم أبينا ....
إنه حزن ماكر .... كلما ظننا أننا وصلنا عتبة النسيان والسلوى نجده يستيقظ من سباته ليخرج لنا كعنقاء من تحت جمرات أحزاننا ....
آه ثم آه من نار قد استعر لهيبها وتأججت بين الحشا والضلوع ليس لها شيء يخمدها إلا عبرات ودمعات سخينة نظنها تطفئها لتفاجئنا بأنها وقود جديد لها ....
حينما وسدت جسد أمي الطاهر التراب تمنيت لو أني مكانها وهي بصحة جيدة  ووالله لقد كنت أنظر إليها في أمل مخادع لعلي أرى منها بادرة تدل على حياة ترد علي روحي أنا الآخر ولكنها حكمة المولى عز وجل، تفنى الخلائق ويبقى الله حده ...
حينما تهيل التراب على جسد أحب المخلوقات إلى قلبك تشعر كم هي الدنيا هينة وتدرك أننا لم نخلق لهذه الأرض و ما هي إلا محطة عبور لعابر سبيل نحو الآخرة ...
حينما واريت جسدها الطاهر التراب أحسست أني دفنت روحي وسعادتي معها إلى غير رجعة, وما فائدة السعادة بدون وجود أمي ؟
من يفرح لفرحي مثلما تفرح أمي ؟
من يحس بحزني مثلما تحس به أمي ؟
من لي بقلب حنون مثل قلب امي ؟
تعجز ألسنتنا عن التعبير عما نشعر به من الألم, وأية حروف أو أية قواميس بإمكانها ترجمة شعور قاس ٍ لا يرحم ؟؟
رباه ما أشد ضعفنا وفقرنا إلى رحمتك وما أحوجنا إلى توفيقك لنجد طريقنا إلى صبر ٍ يلملم شتات أرواحنا البائسة ....
اللهم ارحم أمي , اللهم ارحم أبي و اجعل قبريهما رياضا ً من رياض الجنة ....
أمي الحبيبة .... إلى جنة الخلد يا حبيبة القلب .

ليست هناك تعليقات: