صورة و قصة
صورة مؤلمة من أرشيف المجاهد إبراهيم العربي الغماري التقطت في ملجأ اجدابيا للأيتام في الثلاثينيات و هم الأطفال الذين فقدوا ذويهم في معقتل العقيلة سيئ الذكر و كان المجاهد ابراهيم الغماري يعمل كمدرس دين لأيتام المعتقل و يظهر فيها واقفا على اليمين بينما يظهر مدرس الرياضة المرحوم سالم المكحل على اليسار .
و معتقل العقيلة ارتبط اسمه بقصيدة ما قرأتها يوما إلا و جرى الدمع في عينيّ من هول ما عبر عنه الشاعر المجاهد رجب بوحويش رحمه الله من وحشية الاحتلال الإيطالي و قد وردت القصيدة في عدة مصادر منها كتاب (ذكريات معتقل العقيلة ) للمجاهد المرحوم ابراهيم العربي الغماري الصادر من مركز دراسات الجهاد الليبي ضد الغزو الإيطالي حيث يقول في كتابه :
من داخل معتقل العقيلة التقيت بالمجاهد الفقيه / رجب بوحويش الذي بادرني قائلاً :
- يا إبراهيم لقد مر بي خاطر ليلة البارحة فنظمت قصيدة إذ تجد ورقة وقلما أمليها عليك.
.... فذهبت إلى المكتب الخاص بسجون المعتقلات وكان الموظف به يدعى / محمد المصدور وهو رفيقنا سابقا بالدور فطلبت منه ورقة و قلما وعندها رجعت إلى الفقيه رجب الذي أخذ يملى علي قصيدته المشهورة :
ما بي مرض غير دار العقيله .... وحبس القبيله .... وبعد الجبا من بلاد الوصيله
انتهى ماورد في الكتاب و نقول :
في مطلع هذه القصيدة يقول الشاعر الشعبي الفقيه رجب بوحويش أنه عندما سئل عن مرضه وهو في المعتقل أجاب أنه لا يشكو من أي مرض و ان ما يمرضه هو ما يقاسيه و تقاسيه معه العائلات التي تم اعتقالها في معسكرات وخيام في مناطق صحراوية قاحلة مستعر لهيبها , و يتنقل في قصيدته بين وصف المعاناة و الاعراب عن حنينه إلى قراهم الصغيرة مثل عكرمة وغيرها التي شهدت على رغم الفقر اجمل ايام حياته حيث يقول :
مابي مرَضْ غير دار العقيلة.......وحبس القبيلة.....و بعد الجبا من بلاد الوصيله
مابي مرض غير حد المكاد...وشوية الزاد....و ريحة اللي مجبّرة بالسواد
الحمرة اللي وين صار العناد...عناتها طويلة...لها وصف ماعاد تاجد مثيله
ما بي مرض غير واجد مرايف ...والحال صايف....علي عَكْرمَة والعَدَم والسّقايف
وحومة لفاوات عزّ العطايف ....حتي وهي مْحِله...تربِّي المهازيل جلَّه خويله
مرايف علي عكرمة والسراتي...اللي هن مناتي...نشكرن ان كان طلتهن في حياتي
عليّ وين يخطرن ننسي اوقاتي...دمعي نهِله...زواعب علي لحيتي سال سيله
مابي مرض غير مطري الحرابي...خيرة اصحابي... الضرابين والكوغط ينابي
ركابين كل حمره دعابي....الطايح تشيله...نضيده رفاقاه قبلوا جميله
مابي مرض غير فقد الرجال....وفنية المال...وحبسة نساوينا والعيال
والفارس اللي كان يقدع المال...نهارة جفيله...طايع لهم كيف طوع الحليله
طايع لهم كيف طوع الوليه ...ان كانت خطيه...نرمي الطاعه صباح وعشيه
نشيل في الوسخ والحطب والمويه...معيشة ذليله...امفيت ربنا يفزع يفك الوحيله
طايع لهم كيف طوع الوصيف...نسيت الوظيف....بعد بقيتي كنت ظاري عفيف
نصبِّي بلا حيل عندي خفيف...نشيل الثقيلة...نزازي مزازاة من زين حيله
مابي مرض غير فقد الغوالي...أسياد المتالي...سما العضادات فوق العوالي
راحوا حساب شي تافه قبالي...ولا لقيت حيله...نشالشبها نين راحو دقيلة
مابي مرض غير طولة لجالي....وضيعة دلالي...وفقدة أجاويد هم راس مالي
يونس اللي كيف صوت الهلالي...كرسي القبيله... محمد وعبدالكريم العزيله
وبوحسين سمح الوجاب الموالي...والعود ومثيله...راحوا بلا يوم ذايب ثقيله
مابي مرض غير فقد الصغار...اسياد العشار...اللي لقطوا كيف تمر النهار
الضرابين للعايب صدار...نواوير عيله...ماينطروا بقول ناسا ذليله
مابي مرض غير شغل الطريق...وحالي رقيق...ونروح وماطاق البيت ريق
وسواطنا قبال النسا في الفريق...وقبينا زطيله...ماطاقنا عود يشعل فتيله
مابي مرض غير ضرب الصبايا ...وجلودهن عرايا...ولا يقعدن يوم ساعة هنايا
ولايختشو من بنات السمايا...بقول يارزيله...وعيب قبح مايرتضي للعويله
مابي مرض غير غيبة افكاري...وبينة غراري...وفقدة ضنا السيد خيوة مطاري
موسى وجبريل سمح السهاري...اسياد الخويله...ماينطروا بقول داروا عويله
مابي مرض غير طولة ريافي...ووثقة كتافي..وصبري بلا كسب ميل الشعافي
وتلايس اللي ع السوايا يكافي..خيار القبيله...عشا للجوارين يحموا كحيله
مابي مرض غير بعد العماله ...وحبس الرزاله...وقلة اللي م الخطا ينشكي له
وغيبة اللي يحكموا بالعداله...النّصْفَه قليله...والباطل علي الحق واخذ الميله
مابي مرض غير خدمة بناتي...وقلة هناتي...وفقدة اللي من تريسي مواتي
ووخذة غزير النصي بوعتاتي...العايز مثيله...يهضوذن علي القلب ساعه جفيله
مابي مرض غير فقدة نواجع ...ونا مانراجع...واللي لفّهن لاجفا لامواجع
ولا ينظروا غير حكم الفواجع... وريقة طويله...ولسان مرشّرّ من ضرب الثقيله
مابي مرض غير قل المحامي...ولينة كلامي...وهينة اجاويد روس ومسامي
وريحة اللي خايله باللجامي ...غريمة الهميله...منقودة التناسيب نقدة الرِّله
مابي مرض غير سمع السّوايا...ومنع الغوايا..وفقدة اللي قبل كانوا سمايا
وبط النساوين طرحي عريا..بسبله قليله...يديروا لهن جرم مافيه قيله
مابي مرض غير قول اضربوهن...ولاتصنعوهن...وبالسيف في شئ خدموهم
ومقعد مع ناس مانعرفوهم...حياةً عوشله..الاَّ مغير ماعاد باليد حيله
مابي مرض غير زمط العلايل..وديما نخايل...علي خيلنا والغلم والشوايل
وخدمة بلا قوت والسوط عايل...معيشة رزيله...علي اثر الدّباويش جوا للعويله
مابي مرض غير فقد الملاح...ودولة القباح...اللي وجوهم نكب واخري صحاح
وكم طفل عصران م السوط ذاح...حاير دليله...يانويرتي صاف من دون جيله
مابي مرض غير كسر الخواطر...ودموعي قواطر....مادونهن من يساطر
الراعي معقل جمال القناطر...فحولة كحيله...وطالق قعادين فوق الخويله
مابي مرض غير حبس المسامي...وميحة ايامي...و كابو علي ضرب لجلود دامي
يصبي يناديك بلسان حامي...ولغوة هزيله...تخاف يعدمك قبل لا تشتكي له
وشوخة ردي لصل شَوَّت منامي...حتي وهو عزِيله..يبيعك علي شان حاجة قليله
مابي مرض غير فوت الحدود... ووقاف سود...وشبردق ملوي علي راس عود
لاحيل لاقادرة لاجهود ...لشيل الثقيله...زاهدين في العمر لوجا وكيله
مابي مرض غير برمة افلاكي...وهلبة املاكي...وضيق دار واشون قاعد متاكي
الفارس اللي كان يوم الدعاكي...ذرا للعويله...يساسي ورا قرد مقطوع ذيله
وكل يوم م الظلم نا انوض شاكلي...ونفسي ذليله...وكيف المرا مانفك العقيله
مابي مرض غير ميلة زماني...وقصرة لساني...ومانحمل العيب والعيب جاني
وتريسي اللي قبل بيهم نقاني...جمال العديله...ثقال روزهم يوم ذايب ثقيله
علي اثر ياسهم روجتي من مكاني...ليله طويله...ظلامها غطا ضي قاز الفتيله
مابي مرض غير فقدة بلادي... وشي من اريادي...نواجع غرب في خيوط السعادي
طالب الكريم اللي عليه اعتمادي ...يعجل بشيله...قبل لايفوتن ثلاثين ليله
الدايم الله راح راعي المجمم....طغي ضي ظَلَّم...العاصي علي طول مايوم سلَّم
لولا الخطر فيه بيش نتكلم...ونعرف نشيله...ونعرف نبين ثناه وجميله.
صورة مؤلمة من أرشيف المجاهد إبراهيم العربي الغماري التقطت في ملجأ اجدابيا للأيتام في الثلاثينيات و هم الأطفال الذين فقدوا ذويهم في معقتل العقيلة سيئ الذكر و كان المجاهد ابراهيم الغماري يعمل كمدرس دين لأيتام المعتقل و يظهر فيها واقفا على اليمين بينما يظهر مدرس الرياضة المرحوم سالم المكحل على اليسار .
و معتقل العقيلة ارتبط اسمه بقصيدة ما قرأتها يوما إلا و جرى الدمع في عينيّ من هول ما عبر عنه الشاعر المجاهد رجب بوحويش رحمه الله من وحشية الاحتلال الإيطالي و قد وردت القصيدة في عدة مصادر منها كتاب (ذكريات معتقل العقيلة ) للمجاهد المرحوم ابراهيم العربي الغماري الصادر من مركز دراسات الجهاد الليبي ضد الغزو الإيطالي حيث يقول في كتابه :
من داخل معتقل العقيلة التقيت بالمجاهد الفقيه / رجب بوحويش الذي بادرني قائلاً :
- يا إبراهيم لقد مر بي خاطر ليلة البارحة فنظمت قصيدة إذ تجد ورقة وقلما أمليها عليك.
.... فذهبت إلى المكتب الخاص بسجون المعتقلات وكان الموظف به يدعى / محمد المصدور وهو رفيقنا سابقا بالدور فطلبت منه ورقة و قلما وعندها رجعت إلى الفقيه رجب الذي أخذ يملى علي قصيدته المشهورة :
ما بي مرض غير دار العقيله .... وحبس القبيله .... وبعد الجبا من بلاد الوصيله
انتهى ماورد في الكتاب و نقول :
في مطلع هذه القصيدة يقول الشاعر الشعبي الفقيه رجب بوحويش أنه عندما سئل عن مرضه وهو في المعتقل أجاب أنه لا يشكو من أي مرض و ان ما يمرضه هو ما يقاسيه و تقاسيه معه العائلات التي تم اعتقالها في معسكرات وخيام في مناطق صحراوية قاحلة مستعر لهيبها , و يتنقل في قصيدته بين وصف المعاناة و الاعراب عن حنينه إلى قراهم الصغيرة مثل عكرمة وغيرها التي شهدت على رغم الفقر اجمل ايام حياته حيث يقول :
مابي مرَضْ غير دار العقيلة.......وحبس القبيلة.....و بعد الجبا من بلاد الوصيله
مابي مرض غير حد المكاد...وشوية الزاد....و ريحة اللي مجبّرة بالسواد
الحمرة اللي وين صار العناد...عناتها طويلة...لها وصف ماعاد تاجد مثيله
ما بي مرض غير واجد مرايف ...والحال صايف....علي عَكْرمَة والعَدَم والسّقايف
وحومة لفاوات عزّ العطايف ....حتي وهي مْحِله...تربِّي المهازيل جلَّه خويله
مرايف علي عكرمة والسراتي...اللي هن مناتي...نشكرن ان كان طلتهن في حياتي
عليّ وين يخطرن ننسي اوقاتي...دمعي نهِله...زواعب علي لحيتي سال سيله
مابي مرض غير مطري الحرابي...خيرة اصحابي... الضرابين والكوغط ينابي
ركابين كل حمره دعابي....الطايح تشيله...نضيده رفاقاه قبلوا جميله
مابي مرض غير فقد الرجال....وفنية المال...وحبسة نساوينا والعيال
والفارس اللي كان يقدع المال...نهارة جفيله...طايع لهم كيف طوع الحليله
طايع لهم كيف طوع الوليه ...ان كانت خطيه...نرمي الطاعه صباح وعشيه
نشيل في الوسخ والحطب والمويه...معيشة ذليله...امفيت ربنا يفزع يفك الوحيله
طايع لهم كيف طوع الوصيف...نسيت الوظيف....بعد بقيتي كنت ظاري عفيف
نصبِّي بلا حيل عندي خفيف...نشيل الثقيلة...نزازي مزازاة من زين حيله
مابي مرض غير فقد الغوالي...أسياد المتالي...سما العضادات فوق العوالي
راحوا حساب شي تافه قبالي...ولا لقيت حيله...نشالشبها نين راحو دقيلة
مابي مرض غير طولة لجالي....وضيعة دلالي...وفقدة أجاويد هم راس مالي
يونس اللي كيف صوت الهلالي...كرسي القبيله... محمد وعبدالكريم العزيله
وبوحسين سمح الوجاب الموالي...والعود ومثيله...راحوا بلا يوم ذايب ثقيله
مابي مرض غير فقد الصغار...اسياد العشار...اللي لقطوا كيف تمر النهار
الضرابين للعايب صدار...نواوير عيله...ماينطروا بقول ناسا ذليله
مابي مرض غير شغل الطريق...وحالي رقيق...ونروح وماطاق البيت ريق
وسواطنا قبال النسا في الفريق...وقبينا زطيله...ماطاقنا عود يشعل فتيله
مابي مرض غير ضرب الصبايا ...وجلودهن عرايا...ولا يقعدن يوم ساعة هنايا
ولايختشو من بنات السمايا...بقول يارزيله...وعيب قبح مايرتضي للعويله
مابي مرض غير غيبة افكاري...وبينة غراري...وفقدة ضنا السيد خيوة مطاري
موسى وجبريل سمح السهاري...اسياد الخويله...ماينطروا بقول داروا عويله
مابي مرض غير طولة ريافي...ووثقة كتافي..وصبري بلا كسب ميل الشعافي
وتلايس اللي ع السوايا يكافي..خيار القبيله...عشا للجوارين يحموا كحيله
مابي مرض غير بعد العماله ...وحبس الرزاله...وقلة اللي م الخطا ينشكي له
وغيبة اللي يحكموا بالعداله...النّصْفَه قليله...والباطل علي الحق واخذ الميله
مابي مرض غير خدمة بناتي...وقلة هناتي...وفقدة اللي من تريسي مواتي
ووخذة غزير النصي بوعتاتي...العايز مثيله...يهضوذن علي القلب ساعه جفيله
مابي مرض غير فقدة نواجع ...ونا مانراجع...واللي لفّهن لاجفا لامواجع
ولا ينظروا غير حكم الفواجع... وريقة طويله...ولسان مرشّرّ من ضرب الثقيله
مابي مرض غير قل المحامي...ولينة كلامي...وهينة اجاويد روس ومسامي
وريحة اللي خايله باللجامي ...غريمة الهميله...منقودة التناسيب نقدة الرِّله
مابي مرض غير سمع السّوايا...ومنع الغوايا..وفقدة اللي قبل كانوا سمايا
وبط النساوين طرحي عريا..بسبله قليله...يديروا لهن جرم مافيه قيله
مابي مرض غير قول اضربوهن...ولاتصنعوهن...وبالسيف في شئ خدموهم
ومقعد مع ناس مانعرفوهم...حياةً عوشله..الاَّ مغير ماعاد باليد حيله
مابي مرض غير زمط العلايل..وديما نخايل...علي خيلنا والغلم والشوايل
وخدمة بلا قوت والسوط عايل...معيشة رزيله...علي اثر الدّباويش جوا للعويله
مابي مرض غير فقد الملاح...ودولة القباح...اللي وجوهم نكب واخري صحاح
وكم طفل عصران م السوط ذاح...حاير دليله...يانويرتي صاف من دون جيله
مابي مرض غير كسر الخواطر...ودموعي قواطر....مادونهن من يساطر
الراعي معقل جمال القناطر...فحولة كحيله...وطالق قعادين فوق الخويله
مابي مرض غير حبس المسامي...وميحة ايامي...و كابو علي ضرب لجلود دامي
يصبي يناديك بلسان حامي...ولغوة هزيله...تخاف يعدمك قبل لا تشتكي له
وشوخة ردي لصل شَوَّت منامي...حتي وهو عزِيله..يبيعك علي شان حاجة قليله
مابي مرض غير فوت الحدود... ووقاف سود...وشبردق ملوي علي راس عود
لاحيل لاقادرة لاجهود ...لشيل الثقيله...زاهدين في العمر لوجا وكيله
مابي مرض غير برمة افلاكي...وهلبة املاكي...وضيق دار واشون قاعد متاكي
الفارس اللي كان يوم الدعاكي...ذرا للعويله...يساسي ورا قرد مقطوع ذيله
وكل يوم م الظلم نا انوض شاكلي...ونفسي ذليله...وكيف المرا مانفك العقيله
مابي مرض غير ميلة زماني...وقصرة لساني...ومانحمل العيب والعيب جاني
وتريسي اللي قبل بيهم نقاني...جمال العديله...ثقال روزهم يوم ذايب ثقيله
علي اثر ياسهم روجتي من مكاني...ليله طويله...ظلامها غطا ضي قاز الفتيله
مابي مرض غير فقدة بلادي... وشي من اريادي...نواجع غرب في خيوط السعادي
طالب الكريم اللي عليه اعتمادي ...يعجل بشيله...قبل لايفوتن ثلاثين ليله
الدايم الله راح راعي المجمم....طغي ضي ظَلَّم...العاصي علي طول مايوم سلَّم
لولا الخطر فيه بيش نتكلم...ونعرف نشيله...ونعرف نبين ثناه وجميله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق