السبت، 9 يوليو 2016

درس في الدعوة الى الله عز و جل

منذ عدة سنين بعد  احدى مباريات الملاكمة التي فاز بها الملاكم الانجليزي اليمني الاصل نسيم حميد علق معلق عربي قائلا الله اكبر و النصر للإسلام فرد عليه صحفي قائلا بسبب جهلكم جعلنا الاسلام في نظر الاخرين عدوا و خصما فما علاقة نزال ملاكمة بالإسلام ؟ 




تذكرت هذه الحكاية و انا اطالع منشورات في النت تصور صلاة عيد الفطر في اوروبا مع تعليقات مثل الاسلام يغزو اوروبا ... الاسلام ينتصر على الكفار في عقر دارهم مما جعلني افكر هل هذه هي الدعوة الى سبيل الله التي امرنا الله عز و جل بأن تكون بالحكمة و الموعظة الحسنة ؟؟ 
يقول المولى عز و جل :
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ 

كيف نتصور ردة فعل الاخرين تجاه الاسلام و نحن ندعو الى الله عز و جل بشعارات عدوانية خالية تناقض الحكمة و الموعظة الحسنة ؟
اين نحن من وصية الرسول صلى الله عليه و سلم :  يسِّروا ولا تعسِّروا, وبشِّروا ولا تنفِّروا ؟


 إن الله عز و جل حينما طلب منا الدعوة الى الاسلام جعلها مشروطة بثلاثة شروط اولها و اهمها الحكمة , فالحكمة تتضمن توقيت و مكان و ظروف الدعوة و ثانيها الموعظة الحسنة اي الكلام الذي يحبب الاسلام في قلوب الاخرين بحسن المنطق و التعريف بسماحة الاسلام ففرق كبير بين ان نقول لشخص اردنا دعوته يا أخي الاسلام دين سماحة و عدالة و رحمة و بين ان نقول له اسلم يا كافرفان المسلمين كثروا في بلادك رغما عنك , و فرق كبير بين ان نري العالم صورة المسلمين وهم يقفون في صلاة العيد في شوارع اوروبا الباردة سواسية امام الله عز و جل  و بين ان نقول لهم هانحن نصلي في شوارعكم رغما عنكم , و ثالث الشروط هو ان يكون الجدال بالتي هي احسن بسعة الخلق و عدم الغضب و الانفعال و عدم الشتم و النعت باوصاف تجعله ينفر منا قبل حتى ان نعرض عليه الاسلام .
هذه دعوة من مسلم بسيط ارسلها لعلها تصل الى القلوب و لنتذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم (( فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ))


ليست هناك تعليقات: