كان عروة بن الزبير تابعيا فقيها جليلاً يروى أنه لما خرج من المدينة متوجها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت
الأكلة في رجله ( تعفن الرجل بسبب انسداد الشرايين ) في واد قرب المدينة، وكان مبدؤها هناك، فظن أنها لا يكون
منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك فما وصل إلى دمشق إلا وهي قد أكلت نصف ساقه ،
فدخل على الوليد فجمع له الأطباء العارفين بذلك ، فأجمعوا على أنه إن لم
يقطعها وإلا أكلت رجله كلها إلى وركه. و ربما ترقت إلى الجسد فأكلته ، فطابت
نفسه بنشرها و قالوا له : ألا نسقيك مرقّدا حتى يذهب عقلك منه فلا تحس بألم
النشر؟ فقال: لا و الله ما كنت أظن أن أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب
عقله ، و لكن إن كنتم لابد فاعلين فافعلوا ذلك و أنا في الصلاة ، فإني لا أحس
بذلك و لا أشعر به ، قال : فنشروا رجله من فوق الأكلة ، من المكان الحي ،
احتياطا أنه لا يبقى منها شيء، و هو قائم يصلي ، فما تصور و لا اختلج ، فلما
انصرف من الصلاة عزاه الوليد في رجله ، فقال: اللهم لك الحمد ، كان لي أطراف
أربعة فأخذت واحدا ، فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت ، و إن كنت قد أبليت فلطالما
عافيت ، فلك الحمد على ما أخذت و على ما عافيت ، قال: و كان قد صحب معه بعض
أولاده من جملتهم ابنه محمد ، و كان أحبهم إليه ، فدخل دار الدواب فرفسته فرس
فمات ، فأتوه فعروه فيه ، فقال : الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا
وأبقيت ستة ، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت ، و لئن كنت قد أخذت فلطالما
أعطيت ....
سبحان الله رجال قد تشربت قلوبهم حقيقة الايمان حتى صار تسليما كاملا لقضاء الله عز و جل دونما اعتراض او شكوى
سبحان الله رجال قد تشربت قلوبهم حقيقة الايمان حتى صار تسليما كاملا لقضاء الله عز و جل دونما اعتراض او شكوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق