الخميس، 28 سبتمبر 2023

قصة الخليفة المأمون واليهودي الذي أسلم

 تسلل يهودي حسن الوجه والثياب لمجلس المأمون العباسي 

وجلس ضمن الجالسين ، فتكلم اليهودي فعرفه المأمون ،

 فقال له : انت يهودي؟

 فقال : أرجوك لا تفضحني ولا تكشفني !

فقال المأمون : إن أسلمت اجزلت لك العطاء وأمنتك من قومك فلا يقربك أحد .

فقال اليهودي : ديني ودين آبائي يمنعوني من الإسلام ،

فلا تحرجني ودعني أفكر ثم إن اقتنعت سآتيك.


فتركه .. فلما كان بعد سنة ، جاء وهو مسلم مُوّحد وفاجأ الرجل المأمون والجالسين من المسلمين ، وكانوا جمعاً غفيراً أنه يتكلم في الفقه فأحسن الكلام ، وتكلم في القرٱن فأحسن الكلام والجميع في ذهول ..!!

فلما انفض المجلس دعاه المأمون فقال: ألست صاحبنا اليهودي الذي طلبت الإمهال !

قال :  نعم.

قال المأمون : قل يارجل أي شيء دعاك إلى الإسلام، وقد كنت عرضته عليك فأبيت.

قال : إِني أحسن الخط، فمضيت فكتبت ثلاث نسخ من التوراة ،فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة ، فبعتها، فاشتُراها الناس ولم يلاحظوا أو يعترضوا .


ثم استطرد الرجل قائلا : وكتبت ثلاث نسخ من الإنجيل، فزدت فيها ونقصت فأدخلتها إلى الكنيسة فاشتراها الناس ولم يلاحظوا أو يعترضوا .


ولما عمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها إلى الوراقين ، فكلما تصفحوها فرأوا الزيادة والنقصان رموا بالزيادة في وجهي ونظروا إليّ نظرة احتقار وازدراء ، 

فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ.

فتذكرت آية في كتابكم وهي قول الخالق الحق :

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُوْن "


فكان هذا المصحف وهذا الكتاب الذي هو حقاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو سبب إسلامي ، فأنا اشهد انه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. 


المنتظم فى تاريخ الملوك والأمم / لابن الجوزي (٢٢٠/٣)

ليست هناك تعليقات: