الثلاثاء، 27 يوليو 2021

ترجمة الفصل الأول من كتاب طرابلس الجديدة وما شاهدته في الدواخل للبريطانية ايثيل براون

السلام عليكم

هذه ترجمة لمقدمة المؤلفة والفصل الأول الذي يحمل عنوان (الإنطباعات الأولى)، من كتاب طرابلس الجديدة وما شاهدته في الدواخل، لمؤلفته ايثيل براون (Ethel Braun)، الذي نُشر سنة 1914، ويحكي عن تفاصيل رحلتها إلى طرابلس الغرب سنة 1912م.

هذه الترجمة جهد خالص لنا اعتماداً على نسخة الكتاب الأصلية الإنجليزية، وقد كتبنا شرح بعض العبارات الواردة فيه بين علامة القوسين (...)، كما أرفقنا الصور المنشورة في الكتاب مع هذا الفصل، ويبقى أن أقول أن حق النقل مباح لكل من يود بشرط ذكر المصدر عند النقل.

مع تحيات المترجم/ م. عبدالباسط بلقاسم الغماري

وأترككم الآن مع الفصل الأول من الكتاب.



طرابلس الجديدة وما شاهدته في الدواخل

تأليف/ ايثيل براون

ترجمة/ م. عبدالباسط ابوالقاسم الغماري

 

نُشِر لأول مرة في سنة 1914

 

 

مقدمة المؤلفة

 

أثناء كتابتي هذا الكتاب عن طرابلس تلقيت مساعدة بكياسة ولطف عظيمين رأيتهما هناك، وهنا أنتهز الفرصة لأعبّر عن امتناني لكل من ساعدني بطريقة أو بأخرى في عملي.

إلى سعادة حاكم إقليم طرابلس الجنرال غاريوني لجعله الطريق سالكاً أمامي، (الجنرال فينتشينزو غاريوني تولى منصب حاكم إقليم طرابلس من يونيو 1913 إلى نهاية 1914)، وإلى سكرتيره الخاص كاف استوتو دي لوتشيزي، وإلى رؤساء دائرة الأشغال العامة والبلدية، وإلى السيدة زوليا، المرأة الإنجليزية التي عاشت في طرابلس لأحد وعشرين عاماً، لهم أدين بالإمتنان العميق على المساعدة القيمة.

كما أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر النقيب فاسولو المقيم في المنشيّة، والملازم سيتاريلا المقيم في جنزور، والنقيب جينتيلوتشي المقيم في العزيزية، لهم جميعاً أدين بالإمتنان على الصور العديدة الرائعة التي نسختها في هذا الكتاب.

انا ممتنة كثيراً للمقيمين في غريان ويفرن، النقيب كونت تيستي راسبوني، والنقيب فاليسي، وللبروفيسور اوريغيما رئيس قسم الآثار، والبروفيسور اونوراتو مدير المستشفى.

العديد من صور طرابلس التقطتها سيلا ميلياني.

 

 

                                                           ايثيل براون

                                                           9 يناير 1914

 

 

 

الفصل الأول

الإنطباعات الأولى

 

على متن سفينة "ذي ميمفي" - الإنطباعات الأولى - السوق

القنصلية البريطانية - زيارة لبيت عربيّ - شارع العزيزية.

 

سماءٌ صافية - بحيرةُ المتوسّط الزرقاء.

على رغم أنّه شهر أكتوبر، إلّا أنّ الشمس كانت حارقةً كأنّه شهر أغسطس، وعند الساعة الثانية مساءً ألقينا نظرتنا الأولى على إقليم طرابلس من على متن "ذي ميمفي"، ولكن هذه ليست طرابلس بعد، سلسلة الجبال الطويلة، التي تبدو باهتةً جداً في الضباب البعيد هي الخُمس، وبعد ساعة لاح لنا ساحل طرابلس.

بمجرد توجه "ذي ميمفي" صوب المرفأ واقتراب قارب المرشد، حصلنا على رؤية كاملة لطرابلس، قوة بهيجة وظلال فاتنة يقابلها النّور السّاطع والحرارة، هناك في المنتصف تظهر جوانب قصر الوالي الحادة، المنزل العتيق لحاكم طرابلس، على يمين القلعة بجدرانها الضاربة إلى الحمرة، هنا وهناك مآذن جميلة أو قباب مستديرة تناطح سقف السماء، خلف الأفق ثمّة أشجار نخيل تنتصب بشكل ضبابيّ، كل هذه الأشياء تمتزج لتشكل لوحةً من الجمال والتشويق النادرين، بعيداً إلى اليسار خارج المدينة القديمة مجموعات صغيرة من المنازل الحديثة البيضاء تخلب الأنظار، أولى مشاهد الحضارة الحديثة التي تخالط الحياة القديمة.

ولكن ها قد وصلنا بالفعل وألقت "ذي ميمفي" بكل الإثارة والضجيج على كاهلنا، الحرارة مستعرّة، هذا غير طبيعيّ في مثل هذا الوقت من العام، ويبدو كأنّما مرّ وقتٌ طويلٌ قبل أن نستقرّ نحن وصناديقنا الكثيرة في القارب الصغير المتأرجح صعوداً وهبوطاً بشكل مزعج.

ملاحا القارب العربيان كان لديهما الكثير مما يرويه أحدهما للآخر ولكل من هبّ ودبّ ممن ينصتون، ولكن وأخيراً انتهينا من مرحلة النزول.

المرفأ ليس عميقاً بما يكفي لدخول أية سفينة كبيرة، ولكن عمّا قريب سيتم الشروع في التوسعة.

فور وصولنا سألَنا الجمارك عمّا نحمل، ولكن ليس لدينا ما نفصح عنه فعبَرنا دون صعوبة، قادنا مضيفنا المستقبليّ الذي أتى للقائنا، وبدأنا بالتوجه صوب الفندق الذي سيكون منزلنا للشهرين أو الثلاثة القادمة.



يا له من ضجيج مختلط، يا له من حشد، على الأقدام، على الحمير، في العربات، أوروبيون وعرب يرتطم أحدهم بالآخر، بغالٌ محملةٌ بالبضائع، عرب يحملون الأكياس، حميرٌ في كل مكان، والصيحة المألوفة "بالك، بالك" في كل مكان وهي الطريقة المهذبة في الشرق لإخبار شخص أن يفسح لك الطريق.

(كلمة بالك هي اختصار لعبارة خذ بالك أي انتبه، ومازالت كلمة بالك تستعمل في غرب ليبيا بنفس المعنى وأحياناً تستعمل للزجر).

التعبير الأكثر قسوة "برّا برّا" يسمعه المرء في طرابلس بشكل أقلّ من أيّ مكان آخر على الأقل وهذا ما صدمنا على الفور.

(كلمة برّا في غرب ليبيا تستعمل بمعنى تحرك أو اذهب).

ولكن ها نحن نسلك طريقنا عبر المتاهة على الأقدام، نظراً إلى أنّ المسافة قصيرة ولا تستحقّ ركوب عربة، وفي الطريق مررنا بقوس ماركس اوريليوس الرومانيّ القديم الجميل، الذي يقوم الإيطاليون بترميمه بعد طرد التجار العرب الذين استقرّوا فيه واتّخذوه مقهىً عربيّاً، السطح المقبّب مدعوم بأربعة أعمدة مقوّسة تشكل مربعاً، في حين أنّ بقايا النقوش الرائعة يمكن رؤيتها في كل عمود، وتحت الزخارف الكورنثية يوجد شعار النصر المجنّح من ضمن أشياء أخرى تم الحفاظ عليها بشكل جيد، والأساسات القديمة تظهر على بعد حوالي عشر أقدام تحت مستوى الشارع.

أخذنا منعطفاً حادّاً إلى اليسار، ويا له من شارع مليء بالحياة، ضيّقٌ وبه أقواس، الجدران والأقواس تملؤها حمرة الورد القويّة، وتتحول في منتصف الطريق إلى اللون السماويّ الباهت، وتصطفّ على طوله دكاكين الفاكهة، فاكهة من كل الألوان، برتقاليّة وقرمزيّة وخضراء، وبائعو الفواكه بملابسهم التي تتباين ألوانها مثلما تتباين محتويات أكشاكهم، وبسبب قوة الألوان وحيوية الحركة، تصدم طرابلس الوافد الجديد كما هو المعتاد من هذه السمات في الشرق، نشاط شديد بالفعل.

بعد مائة ياردة أو ما يقاربها وصلنا إلى المنزل، وبسعادة اكتشفت أنه من نافذة غرفة نومي أرى الأقواس بالخارج والجدران بنفس عمق حُمرة الورد التي شاهدتها وأنا قادمة من المرفأ.

نلنا قسطاً من الراحة وبعض العشاء، ثم أخذنا إحدى عربات التأجير في الساحة القريبة وانطلقنا نحو السوق، هناك وعلى رغم حلول المساء الآن، فكل شيء مازال في حالة حركة وحيوية، أولاً سوق الخبزة، صفوف طويلة من الأكشاك المليئة بالخبز الدائريّ والمسطّح، حشود من العرب، وهنا في طرابلس يعتمرون قبعات بيضاء بدلاً عن الطرابيش الحمراء المعروفة، والنساء ملتحفات بأرديتهنّ البيضاء التي تُسمّى هنا بالباركانا، والوجه بأكمله مخفيٌّ باستثناء عين واحدة غامضة ومعبّرة، (هذه الطريقة في لبس الفراشية تسمى في ليبيا بمبوك)، والنساء البدويّات كذلك بلُحُفهنّ الحمراء الخلابة يتنقلن بلا توقّف جيئة وذهاباً من أكشاك الخبز إلى تجار الخضروات ويشترين وجبة المساء، وبعد ذلك مررنا بالمقاهي العربية، وسكون المجموعات الجالسة بالخارج يتناقض بشدة مع الحشود المتلاطمة بالأرجاء، وكان الصوت الصادر من أحدها بمثابة نغمة نشاز لولا حقيقة أنه إيقاع طويل لأغنية عربية.


 






هنا حظيرة الإبل المجتمعة في مجموعات مع سائسيها، هنا وهناك وميض نيران مشتعلة طول الليل في العراء.

فوق رؤوسنا البدر العظيم، ومن خلفنا وهج الشمس الغاربة البرتقاليّ والقرمزيّ منيرةً جدران القلعة القديمة وتلقي بنورها الرائع فوق الجميع، وهكذا هو سوق طرابلس كما رأيناه لأول مرة، مركز الحياة في المكان، القويّ والحيوي المثير للإعجاب.

 في اليوم التالي عدنا لنلقي نظرةً أخرى على السوق في ضوء الشمس الساطع، إنه يبدو على إلى حدٍّ ما شاسعاً، لكنه في السابق كان أطول ويمتدُّ حتى الميناء وقد اقتُطِع جزء منه من أجل أغراض البناء.

أرغفة الخبز تبدو في وضح النهار بلونٍ ليمونيٍّ زاهٍ، وبلا ريب، يبدو أنه يوجد منه ما يكفي لإطعام جيش بأكمله، والضجيج والحركة في هذا الصباح عشرة أضعاف ما عليه الحال في المساء، مما يجعل من العسير العثور على مكانٍ خالٍ للتصوير، والجميع أظهر اهتماماً كبيراً بقيامي بالتصوير، ذلك لأنّ الطرابلسيين أقل البشر إثارة للملل.

رجل زنجيٌّ ذو ابتسامة عريضة يبدو أنه كان يظن الكاميرا مخصصةً فقط لإظهار جماله، أينما ألتفِتُ يقابلني وجهه متبسمّاً لي، ويائساً أحسّ بالإهانة عندما قلت له بلا شفقة "بالك".

خلف سوق الخبز، قبالة الجدار يوجد ركن الزنوج، فئة رفيعة يبيعون العطور والخرز إلى غير ذلك من الأشياء، نتوقف لشراء بيضة بحجم الشحرور مصنوعة من العظام، يضع التاجر فيها عجينة من مسحوق المسك الممزوج مع قليل من عطر الياسمين، إنه يودّ مني شراء عقدٍ كاملٍ منها، لكنني أجد أن واحداً كافياً فالعطر قويٌّ.

ها نحن نرى سوق الإبل بكل الأحجام والأعمار، بالقرب منه مجموعةٌ من العرب يبيعون الأبقار، عينات بائسة إلى حدٍّ ما، ثيران وعجول وأغنام وماعز، مشهد أكثر هدوءاً ووداعة إلى أن يبدأ رجلان، عربيٌّ وزنجيٌّ، بالتفاوض حول ثورٍ صغيرٍ جداً، يقفز أحدهما فوق الآخر ويخوضان نزالاً عنيفاً، بدا الأمر كعاصفة مفاجئة هبت على بحر هادئ، الضجيج يمسي صاخباً حينما تجمهر المشاهدون وهم يصرخون محرّضين أحدهما على الآخر، إلى أن أتى إيطاليٌّ ضخم شديد البنية وفرّق المتقاتلَين، وبعد لحظة يتناقش الرجلان حول الثور بطريقة في منتهى الوديّة.

صفوف أكواخ الخضروات والفواكه مبهرجة بالألوان، إنه قسم النساء الزنجيات، وهنّ يشكلن خلفية رائعة لفلفلهنّ القرمزيّ والبرتقال والبطيخ الأخضر والتمور الذهبية والبصل الأرجوانيّ، وبين صفوف الأكشاك يجول بائع الماء جيئةً وذهاباً بسلّته القصديرية الخضراء المليئة بالأكواب الصغيرة الملونة، وعلبته القصديرية الخضراء الكبيرة وهو ينادي: "اشرب، اشرب".

بالقرب ثمة بائع الفخاريات الزنجيّ وكل الأواني رماديّة اللون وتبدو تماماً ككومة من القطع المحطمة. وجه الزنجي يبدو مثلها، ربما بسبب قربه الدائم منها، بائعو الخشب لديهم أكوام من قطع الخشب المكسور وعراجبن النخيل قبالة شارع باب الجديد والتي يأخذها الحدادون، في النهاية يوجد بئر عربيّ قديم بقائمتين من الآجر على شكل الآذان.

يوجد هناك سوقٌ منفصلٌ، ساحةٌ كبيرةٌ محاطة بسياج ولها ثلاثة مداخل، كان يباع فيه نبات الحلفا الذي كان أحد أكبر منتجات البلاد، ولكن منذ اندلاع الحرب توقف العرب عن جلبه لبيعه في طرابلس، وهو ينمو في شجيرات رمادية صغيرة على حافّة الصحراء، ويستعمله فقراء العرب أحياناً كعلف لإبلهم، ولكن يتعين عليهم أن يقدموا للحيوانات الماء المالح كل ثلاثة أو أربعة أيام لإبطال الآثار السيئة للحلفا.

سوق السمك القريب من الميناء حديث تماماً وقد شيده الإيطاليون مؤخراً، وضجيجه يفوق ضجيج كل الأسواق مجتمعة، العديد من الصيادين مالطيون، وبينما كنا هناك أحدُهم جلب كلبَ بحرٍ ضخماً للبيع، وخلال أقل من دقيقتين تمّ تقطيعه وبيعه بأكمله.



خلال كل هذا الوقت كانت الغيوم السوداء الهائلة تتجمع، لتتساقط بعد ذلك أولى قطرات المطر الثقيلة، وكان لدينا الوقت الكافي للوصول إلى المنزل قبل هبوب العاصفة، كان هذا أول هطول للمطر في طرابلس منذ خمسة أشهر، فقد اندلعت موجة حرّ شديدة من اليوم الأول من سبتمبر إلى يوم 17 منه، حيث هبّت القبلي أو الرياح الساخنة، ودرجة الحرارة في الظلّ 40 درجة مئوية قد جفّفت الأرض، والعاصفة أعادت الحياة إليها.

بعد الاحتلال قام الإيطاليون بإعادة تسمية الشوارع، أو بالأحرى منحوا أسماءً للشوارع التي لم يطلق عليها الأتراك أسماءً رسمية، وهكذا فشارع القنصلية البريطانية كما كان يعرف سابقاً صار اسمه الآن شارع الإسبانيول.

مقرُّ ممثلنا يقع في قصر عربيّ قديم مهيب، فيه فناء رحب جداً وبه كثير من الغرف الرفيعة وشرفة ذات إطلالة، وكان مفتاح هو الساعي الذي ظلَّ في خدمة القنصلية البريطانية لمدة أربعين سنة خلفاً لأبيه الذي شغل الوظيفة نفسها لأكثر من خمسين عاماً قبل احتلال الأتراك لطرابلس في ظل سلالة القره مانلي القديمة، ومفتاح من الطراز الرفيع، طويل القامة عريض المنكبين، وقد استقبلنا بلطفٍ عربيٍّ حقيقيٍّ وكرمِ ضيافةٍ عندما ذهبنا لزيارته في منزله في اليوم التالي حيث قابلت زوجتيه وزوجة ابنه، وأبدت كل واحدة منا إعجابها بحُليّ الأخرى، وأرينني في غرفة زوجة ابنه المطروزات التي حاكتها بنفسها، وقبل زواجها بعامين كانت تعمل على الوسائد والصناديق والأغطية، وكلها موشّاة بطريقة رائعة بالحرير والفضة، هي في سن الثامنة عشر وتزوجت منذ ستة شهور ولكنها لم تعد تطرز الآن، وبجلاء هذه من التوافه التي يجب تركها بعد الزواج.

كان المنزل بأكمله، الممرّ والفناء نظيفين تماماً، وعندما أبديت إعجابي بذلك قال مفتاح: "أجل نحن نظيفون لأننا كنا دائماً نعمل مع الإنجليز ونحن نحب ذلك". (هذه ملاحظة غير لائقة والتي جانبت المؤلفة فيها الصواب فهي لم تكن تعلم على ما يبدو أن المسلمين من أشد الناس تمسكاً بالنظافة التي يحث الإسلام عليها، وأنّ هناك فرقاً بين عدم النظافة وبين الفقر).

زوجة الإبن الصغيرة اللطيفة أعطتني هديةً تذكاريةً ساحرة لزيارتي على شكل صندوقٍ مطرّز، وبعدما احتسينا قليلاً من القهوة التركية اللذيذة، خرجنا إلى الشوارع العربية الهادئة الضيقة، حيث كلُّ شيء عتيقٌ وغامضٌ نزولاً إلى شارع طرابلس الرئيسيّ، شارع العزيزية بمبانيه الجميلة ومقاهيه الفاخرة وحشوده من مختلف الأجناس والإضاءة الكهربائية، وهذه الأخيرة نعمة حديثة منحها الإيطاليون للمدينة بأكملها، وفي ظل النظام التركيّ إن أراد شخصٌ الخروج بعد حلول الظلام كان عليه أن يحمل مصباحه الخاصّ، لم يكن هناك على الإطلاق نظام إنارة في الشوارع.

وهكذا تمر انطباعاتنا الأولى متسلسلة من القديم إلى الحديث في هذه المدينة المليئة بالإثارة والسحر.

 

 

 




ليست هناك تعليقات: