قال إبن محدِّث لأبيه :أخبرني فلانٌ عن فلان أنه يبغضني فقال له : أنت ياولدي بغيضٌ بإسناد !
جاء رجل يومًا إلى فقيه يستفتيه، فقال له: لقد أفطرت يومًا في رمضان بعذر.
فقال: اقضِ يومًا.
قال: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا (ميمونة)، فامتدت إليها يدي وأكلت منها.
قال: فاقض يومًا آخر.
قال: قضيت وقد أتيت أهلي وقد صنعوا (هريسة)، فسبقتني يدي إليها وأكلت منها.
قال: الرأي عندي أنك لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.
كان لأبي حمزة الأعرابي زوجتان، فولدت إحداهما ابنة، فعز عليه ذلك، واجتنبها، وصار في بيت ضَرتِها، فأحسَّت به يومًا في بيت صاحبتها، فجعلت تُرَقِّصُ ابنتها الصغيرة، وتقول:
ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نَلِدَ البنينا ... تالله ما ذلك في أيدينا
بل نحن كالأرض لزارعينا ... يَلبثُ ما قد زرعوه فينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
فعرف أبو حمزة قُبْحَ ما فعل، وراجع امرأته.
جيء
بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل
على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤمُ
إقرأوا كتابيه .. فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة . فقال : هذا
والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما
أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .
قيل لأعرابيّ : ما يمنعك أن تغزو ؟ فقال : والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي اليه راكضاً .
ألحَّ
سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس
عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ ! فقال السائل
: أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ فقال
الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .
قيل لأعرابيّ: هل لك في الزواج ؟ قال: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها.
دخل رجل مذنب على سلطان فقال له: بأي وجه تلقاني؟فقال الرجل: بالوجه الذي ألقى به الله, وذنوبي إليه أعظم و عقابي أكبر. فعفا عنه.
كان
لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه ، فاعتل أبوه بعلة شديدة أشرف فيها على
الموت، فاجتمع عليه أولاده و قالوا له : لندعو لك فلانا أخانا ، فقال : لا
.. ان جاءني قتلني ، فقالوا : نحن نوصيه أ، لا يتكلم . فدعوه ، فلما دخل
عليه قال له : يا أبت ، قل لا اله الا الله تدخل الجنة و تنجو من النار ،
يا أبت و الله ما أشغلني عنك الا فلان فانه دعاني بالامس فأهرس و أعدس و
استبذج و سكبج و طهبج و أفرج و دجح و أبصل و أمضر و لوزج و افلوذج .. فصاح
أبوه : غمضوني فقد سبق أخاكم ملك الموت الى قبض روحي .
عن
الأصمعي قال: خرج قوم من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار،
فأصابهم ريح عاصف يئسوا معها من الحياة ثم سلموا، فأعتق كل رجل منهم
مملوكاً، فقال ذلك الأعرابي: اللهم لا مملوك لي أعتقه ولكن امرأتي طالق
لوجهك ثلاثاً.
يروى
أن رجلاً أحتاج حبلاً فذهب إلى جاره كي يستعيره منه فأعتذر الرجل من
تلبية طلبه ، فسأله : هل أنت محتاج إليه لمدّة طويلة فقال صاحب الحبل:
سأنشر عليه الحنطة فدهش الرجل وقال : كيف تنشر الحنطة على الحبل فقال
صاحب الحبل يا صديقي إنّي أستطيع أن أفعل كل شيء طالما أنا لا أريد أن
أعير الحبل لك
بعث
الرشيد وزيره تمامة إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم ، فرأى بينهم شابا
حسن الوجه يبد عليه التعقل ، فأحب أن يكلمه فقاطعه بقوله : أريد أن أسألك
سؤولا . قال الوزير : هات ما بالك ؟ قال الشاب : متى يجد النائم لذة النوم ؟
الوزير : حين ستيقظ
الشاب : كيف يجد اللذة وقد فارق سببها ؟
الوزير : حسنا . . . يجد اللذة قبل النوم
الشاب : وكيف يجد اللذة في شئ لم يذقه بعد ؟
الوزير : حيرتني يا رجل . . . يجد اللذة وقت النوم
الشاب : النائم لا شعور له فكيف يجد اللذة من لا شعور له ؟
بهت الوزير ولم يدر ما يقول ، ثم انصرف وأقسم الا يجادل مجنونا.
كان
رجل يسكن دارا بأجرة فجاء رب الدار( المُؤْجٍر ) يطالبه بالأجرة٬ فقال له ׃
أصْلحْ هذا السقفَ أولا فإنه يُطقطِق. فقال المؤجر׃ لا عليك فإنه يسبٍّح
لله ٬فقال الرجل׃ أخشى أن يدركَه الخشوع فيسجدَ.
وقف
أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه
التماساً لمكافأة, ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله : ما بال فمك معوجاً,
فرد الشاعر : لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس .
جاء رجل إلى القاضي حسين - وهو من فقهاء الشافعية - فقال له الرجل: لقد رأيت النبي في المنام، فقال لي: ( إن الليلة بداية رمضان ). فقال له القاضي: إن الذي تزعم أنك رأيته في المنام قد رآه الصحابة في اليقظة، وقال لهم: "صوموا لرؤيته".
عن ميمون بن هارون قال: قال رجل لصديق له: ما فعل فلان بحمارِه؟ قال: باعِه، قال: قل باعَه قال: فلم قلت بحمارِه؟ قال: الباء تجر، قال: فمن جعل باءك تجر وبائي ترفع؟
لقي أحدهم رجلاً من أهل الأدب، وأراد أن يسأله عن أخيه، وخاف أن يلحن، فقال: أخاك أخوك أخيك ها هنا؟ فقال الرجل: لا، لي، لو، ما حضر .
وَجَاء
رجل إِلى أبي حنيفَة فَقَالَ لَهُ: إِذا نزعت ثِيَابِي وَدخلت النَّهر
أَغتسل فإِلى الْقبْلَة أتوجّه أم إِلى غَيرهَا؟ فَقَالَ لَهُ: الآفضل أَن
يكوم وجهُك إِلى جِهَة ثِيَابك لِئَلَّا تُسرَق.
قَالَ
عُثْمَان الصيدلاني: شهدتُ إِبراهيم الْحَرْبِيّ وَقد أَتاه حائك (خياط)
فِي يَوْم عيد فَقَالَ: يَا أَبا إِسحاق مَا تَقول فِي رجل صلى صَلَاة
اُلعيد وَلم يَشتَرِ ناطفاً مَا اُلذي يحب عَلَيْهِ؟ (الناطف : نوع من
الحلوى) فَتَبَسَّمَ أَبراهيم ثمَّ قَالَ: يتصدّق بِدِرْهَمَيْنِ فَلَمَّا
مضى قَالَ: مَا علينا أَن تفرّح الْمَسَاكِين من مَال هَذَا اُلأحمق.
وأَقَّر
رجل عِنْد القَاضِي شُرَيْح بشيىء ثمَّ ذهب لينكر فَقَالَ شُرَيْح: قد شهد
عَلَيْك ابْن أُخت خالتك (فكل انسان ابن أخت خالته).
ومرّ
شُرَيْح بِمَجْلِس بهمدان فسلّم فردّوا عَلَيْهِ وَقَامُوا ورحبّوا بِهِ
فَقَالَ: يَا معشر هَمدَان إِني لأعرف أَهل بَيت مِنْكُم لَا يَحِلّ لَهُم
الْكَذِب فَقَالُوا: مَن هم يَا أَبا أُميَّة؟ فَقَالَ: مَا أَنا بِالَّذِي
يُخْبِركُمْ فَجعلُوا يسألونه وتبعوه ميلًا أَو قَرِيبا مِنْهُ
وَيَقُولُونَ لَهُ: من هم؟ وَهُوَ يَقُول: لَا أُخبركم فانصرفوا عَنهُ
يتلّهفون: ليته أخبرنَا بهم. (فكل الناس لا يحل لهم الكذب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق