السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 هل يكره أن يقال : قوس قُزَح ؟
 السؤال : القوس الذي يظهر في السماء عند نزول المطر وتظهر فيه ألوان الطيف ، سمعت  أنه يكره تسميته بقوس قزح ، لأن قزح هو الشيطان ، فهل هذا صحيح؟ 
   
         الجواب :
  الحمد لله
 هذا  القوس المعروف الذي يظهر عند سقوط المطر والشمس مشرقة ، فتظهر فيه ألوان الطيف  نتيجة لانكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرات المطر ، كره بعض العلماء أن يسمى "قوس  قُزَح" .
  وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، ولكن  قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو أمان لأهل الأرض) ولكنه حديث موضوع على رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، لا يجوز أن ينسب إليه أو يحتج به .
  انظر : "الموضوعات" لابن الجوزي (1/143-144) – "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"  (872) – "الفوائد المجموعة" (ص 462).
 وقد  ورد مثل ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
  وانظر : "فيض القدير" (2/229) .
  ونهى عن هذه التسمية غير واحد من أهل العلم .
  وانظر : "الأذكار" للنووي (ص 368) - "مجموع الفتاوى" (35 / 183) – "زاد المعاد" (2  / 472) – "فيض القدير" (2 / 229) – "الفتاوى الحديثية" للهيتمي (ص 98) -  "النهاية  في غريب الأثر" (4 / 84) – "الفائق في غريب الحديث" (3 / 190)
 وقد  اختُلف في معنى (قُزَح) الذي تضاف إليه هذه القوس : فقيل : من القَزَح وهو الارتفاع  ، وقيل : هو جمع قُزْحَة وهي الطريقة التي تتركب منها ألوان هذا القوس . وقيل : اسم  الملَك الموكل بالسحاب . وقيل : اسم الشيطان ، وقيل : اسم لإله الرعد والخصب والمطر  عند بعض أهل الكفر ، وقيل : اسم ملك من ملوك العجم .
  وانظر : "النهاية" (4/84) – "لسان العرب" (2/563) – "القاموس المحيط" (302) .
 ولم  يثبت في النهي عن هذه التسمية حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقطع بأن  (قُزَح) اسم لشيطان يحتاج إلى دليل يثبت ذلك .
 قال  الشيخ الألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2/264) :
  "الظاهر أنه من الإسرائيليات التي تلقاها بعض الصحابة عن أهل الكتاب , وموقف  المؤمن تجاهها معروف , وهو عدم التصديق ولا التكذيب , إلا إذا خالفت شرعا أو عقلا"  انتهى .
  وعلى هذا ، فمن قال "قوس قزح" وقصد بعض تلك المعاني الفاسدة التي قيلت في معناه ،  فلا شك أنه يُنهى عن تلك التسمية ، وأما من أطلقها ولم يقصد شيئاً من ذلك ، وإنما  قصد مجرد التسمية المعروفة عند الناس فلا حرج عليه ، ولكن الأولى ترك تلك التسمية ،  من باب الاحتياط ، لا سيما وكثير من العلماء قد نصوا على كراهتها .
  والله أعلم 
الإسلام سؤال وجواب
  
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق