حكم صيام السبت
( بقلمي )
إن الحمد لله ,نحمده و نستعينه و نستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فهو المهتد , ومن يضلل فلا هادي له , والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدي وحبيبي وشفيعي وقدوتي محمد بن عبدالله .....وبعد
انتشرت بين الناس فتوى تتعلق بالصيام يوم السبت في التطوع بأنه لا يجوز صيامه سواء كان بمفرده أو من ضمن أيام أخر, وقد فوجئت قبل رمضان بالكثيرين من الشباب الملتزمين عند صومهم التطوع بأنهم يبدأون الصيام حتى إذا أتى السبت افطروا , وتناقشت مع البعض منهم في هذا الأمر و للأسف فان الأكثر كانوا مصرين على هذا الأمر مما فوت عليهم خيرا كثيرا بتفويت اجر الصيام ,ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان البعض منهم يقوم بالتثريب على من صام السبت – بحسن نية بالطبع - , وسأبين هنا بإذن الله الحكم الشرعي في صوم يوم السبت في غير رمضان بالأدلة العقلية والنقلية وأقول مستعينا بالله .....
ورد في النهي عن صوم السبت هذا الحديث
(لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو أن يأخذ أحدكم لحاء عنب فيمضغه)
ولكن إذا تتبعنا الأدلة الشرعية وجدنا ما يعارضها من صحيح الأحاديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده ) . متفق عليه .
وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: ( أصمت أمس؟) قالت لا قال: (تريدين أن تصومي غدا؟ ) قالت لا قال: ( فأفطري ) ... رواه البخاري .
ولا شك بان هذين الحديثين واضحان كل الوضوح بجواز صيام السبت في التطوع إن سبقه يوم أو تلاه بلا كراهة , زد على ذلك أن المسلمين في صدر الإسلام كان يجاورهم بالمدينة اليهود وقد أوجب الرسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفتهم في أفعالهم كي لا يتأثر بهم الناس بحكم الجوار والمعروف أن اليهود (عليهم لعائن الله المتتابعة) يقدسون السبت حسب زعمهم فوجب النهي عن تخصيص السبت بشيء من الشعائر أو العبادات حتى لا نقع تحت التشبه بهم .
وأسوق هنا قول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في حاشيته على كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله في باب ( كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بصلاة ) بعد ذكر الحديثين الثاني والثالث الذين ذكرتهما بالأعلى حيث يقول : (دليل على جواز صوم يوم السبت في النفل وانه لا بأس به ولا كراهة إذا ضمت إليه الجمعة وقد وردعن النبي الله صلى الله عليه وسلم انه قال : (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو أن يأخذ أحدكم لحاء عنب فيمضغه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام لكن هذا الحديث اختلف العلماء فيه فمنهم من قال انه ضعيف لا يعمل به وقال ذلك شيخنا المحدث عبد العزيز بن باز قال هذا حديث النهي عن صوم يوم السبت ضعيف شاذ لا يعمل به .ومنهم من قال انه منسوخ ومنهم من قال إن النهي إنما هو عند إفراده فقط وأما إذا صيم يوم الجمعة أو يوم الأحد فلا كراهة والى هذا ذهب الإمام احمد رضي الله عنه ) _ انتهى كلام الشيخ بن عثيمين _
وقد قال بهذا الرأي الأخير الشيخ أبو بكر الجزائري في كتابه القيم منهاج المسلم .
وبعد سوق الحكم الشرعي بالأدلة الشرعية الثابتة فلا أرى مكانا للمزيد من التعنت من بعض الإخوة وتفويت ذلك الأجر عليهم بالصيام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
( بقلمي )
إن الحمد لله ,نحمده و نستعينه و نستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فهو المهتد , ومن يضلل فلا هادي له , والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدي وحبيبي وشفيعي وقدوتي محمد بن عبدالله .....وبعد
انتشرت بين الناس فتوى تتعلق بالصيام يوم السبت في التطوع بأنه لا يجوز صيامه سواء كان بمفرده أو من ضمن أيام أخر, وقد فوجئت قبل رمضان بالكثيرين من الشباب الملتزمين عند صومهم التطوع بأنهم يبدأون الصيام حتى إذا أتى السبت افطروا , وتناقشت مع البعض منهم في هذا الأمر و للأسف فان الأكثر كانوا مصرين على هذا الأمر مما فوت عليهم خيرا كثيرا بتفويت اجر الصيام ,ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان البعض منهم يقوم بالتثريب على من صام السبت – بحسن نية بالطبع - , وسأبين هنا بإذن الله الحكم الشرعي في صوم يوم السبت في غير رمضان بالأدلة العقلية والنقلية وأقول مستعينا بالله .....
ورد في النهي عن صوم السبت هذا الحديث
(لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو أن يأخذ أحدكم لحاء عنب فيمضغه)
ولكن إذا تتبعنا الأدلة الشرعية وجدنا ما يعارضها من صحيح الأحاديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده ) . متفق عليه .
وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: ( أصمت أمس؟) قالت لا قال: (تريدين أن تصومي غدا؟ ) قالت لا قال: ( فأفطري ) ... رواه البخاري .
ولا شك بان هذين الحديثين واضحان كل الوضوح بجواز صيام السبت في التطوع إن سبقه يوم أو تلاه بلا كراهة , زد على ذلك أن المسلمين في صدر الإسلام كان يجاورهم بالمدينة اليهود وقد أوجب الرسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفتهم في أفعالهم كي لا يتأثر بهم الناس بحكم الجوار والمعروف أن اليهود (عليهم لعائن الله المتتابعة) يقدسون السبت حسب زعمهم فوجب النهي عن تخصيص السبت بشيء من الشعائر أو العبادات حتى لا نقع تحت التشبه بهم .
وأسوق هنا قول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في حاشيته على كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله في باب ( كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بصلاة ) بعد ذكر الحديثين الثاني والثالث الذين ذكرتهما بالأعلى حيث يقول : (دليل على جواز صوم يوم السبت في النفل وانه لا بأس به ولا كراهة إذا ضمت إليه الجمعة وقد وردعن النبي الله صلى الله عليه وسلم انه قال : (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو أن يأخذ أحدكم لحاء عنب فيمضغه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام لكن هذا الحديث اختلف العلماء فيه فمنهم من قال انه ضعيف لا يعمل به وقال ذلك شيخنا المحدث عبد العزيز بن باز قال هذا حديث النهي عن صوم يوم السبت ضعيف شاذ لا يعمل به .ومنهم من قال انه منسوخ ومنهم من قال إن النهي إنما هو عند إفراده فقط وأما إذا صيم يوم الجمعة أو يوم الأحد فلا كراهة والى هذا ذهب الإمام احمد رضي الله عنه ) _ انتهى كلام الشيخ بن عثيمين _
وقد قال بهذا الرأي الأخير الشيخ أبو بكر الجزائري في كتابه القيم منهاج المسلم .
وبعد سوق الحكم الشرعي بالأدلة الشرعية الثابتة فلا أرى مكانا للمزيد من التعنت من بعض الإخوة وتفويت ذلك الأجر عليهم بالصيام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق