يقول الله عز و جل متحدثا عن طلب ابليس له بالامهال الى يوم البعث :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
(( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ))
لما عصى ابليس لعنه الله ربه و حلت عليه اللعنة خاطب الله عز و جل معترفا بروبيته و لكن اقراره بالربوبية لا ينفع مع العصيان و الكفر, و طلب من الله عز و جل ان يمهله الى يوم البعث و اراد بطلبه هذا ان ينجو من صعقة الفزع التي تموت فيها الخلائق كافة و اخرها ملك الموت و لكن الله عز و جل أجابه قائلا ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) أي لن يمهله الى حين البعث بل سيذوق الموت في نفخة الصعق .....
يقول الامام القرطبي في تفسيره :
سأل النظرة والإمهال إلى يوم البعث والحساب . طلب ألا يموت لأن يوم البعث لا موت بعده .
فقال الله تعالى إنك من المنظرين , قال ابن عباس و السدي وغيرهما : أنظره إلى النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم . وكان طلب الإنظار إلى النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين , فأبى الله ذلك عليه . وقال : فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ..
عن بن عباس رضي الله عنه أنه قال في تفسير هذه الآيات : أراد إبليس ألا يذوق الموت فقيل له " فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ " قال : النفخة الأولى ، وبين النفخة والنفخة أربعون سنة
قال الامام السدي : فلم ينظره إلى يوم يبعثون ، ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم ، والنفخة الأولى في الصور هي التي يموت فيها جميع أهل الأرض دفعة واحدة ، والثانية هي التي بها يبعثون وليس بعدها موت .